الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تشرين.. ثورة وطن لا تسقطها التهم والتشويه

بواسطة azzaman

تشرين.. ثورة وطن لا تسقطها التهم والتشويه

احسان باشي العتابي

 

منذ ان رفع ابناء ثورة تشرين العظيمة شعار “نريد وطن” في ساحات التظاهر، ارتعبت احزاب السلطة وارتجفت عروشهم الواهية.فرغم بساطة ذلك الشعار ،الا انه كان اقوى من جيوشهم واسلحتهم واعلامهم المأجور، لان الصرخة بذلك الشعار المدوي،  لمس الجرح العميق في وجدان العراقيين الغيارى دون سواهم اكيدا، وهو :غياب الوطن الذي لم يكن كما يجب.قدم ابناء تشرين ارواحهم قرابين لوطن نهب فيه كل شيء، صدورهم العارية واجهت الرصاص الحي، ودماؤهم سالت في الشوارع لتكتب تاريخيا جديدا لمرحلة في بلاد وادي الرافدين. ومع ذلك، لم ترتدع احزاب الفساد، بل زادت وقاحة وهي تحاول بكل ما اوتيت من دناءة وخسة ان تشوه صورة هذه الثورة بشتى الوسائل وفي مقدمة تلك الوسائل»الفتاوى الشرعية»التي اباحت دماء وارواح ابناء الثورة!

اتهموا الثوار بالعمالة للخارج، بينما هم غارقون حتى اذانهم في احضان السفارات. وصفوا تشرين بالتخريب، بينما هم اكبر المخربين الذين دمروا الدولة ومزقوا مؤسساتها وباعوا ثرواتها. حاولوا ان يصوروا ان التظاهرات تريد اسقاط الدولة، وكأن الدولة قائمة اصلا في ظل سطوتهم، وكأن ميليشياتهم ومصالحهم الضيقة هي الدولة!

الحقيقة ان تشرين كشفت المستور، واخرجت قذارتهم للعلن. كشفت انهم لا يخافون من السلاح بقدر خوفهم من وعي الشعب، ولا يخشون الهتافات بقدر خشيتهم من صحوة وطنية صادقة لا تخضع لابتزازاتهم. تشرين وضعتهم امام مرآة الحقيقة: بلا شرعية، بلا مشروع، بلا وطنية.ان ابواق التشويه لن تغير شيئا بالمرة. والتاريخ سيسجل ان شبابا خرجوا بصدورهم العارية يطالبون بحقوقهم، بينما احزاب السلطة ردت بالقتل والخطف والرصاص. سيسجل ان تشرين ثورة شعب، وان خصومها مجرد عصابات لاهثة وراء المال والكرسي.تشرين ليست ذكرى عابرة، بل لعنة تلاحق كل فاسد، وكابوس يؤرق كل قاتل، وفضيحة تلاحق كل من تلطخت يداه بدماء الابرياء. والدماء التي اريقت لن تسقط بالتقادم، ولن يغسلها اي تبرير او خطاب مسموم.تشرين  لن تمحى، لانها باتت جزءا مهما من تاريخ العراق الحديث؛ والذي قسم بحسب المواقف الى قسمين: قسم صنع مجدا وقدم دماء من اجل الوطن، وقسم اخر خان وسرق وقتل وسيبقى ملعونا الى الابد.ولذلك، فان المسؤولية اليوم تقع على ابناء العراق الغيارى وعلى وجه الخصوص الشباب منهم، سواء كانوا من تشرين ام لم يكونوا لاي سبب وجيه كان، بان يعيدوا للثورة روحها، ويحيوا شعاراتها، ويثبتوا ان الوطن لن يختطف الى الابد.ان الزمن يتغير، لكن المعركة مع افاسدين مستمرة، ولا سبيل امام العراقيين الا التمسك بروح تشرين، فهي الطريق الوحيد لبناء وطن يستحق ان نحيا فيه بكرامة.

فلنحي تشرين، لا كذكرى، بل كفعل مستمر.. كصرخة لا تهدا.. كطريق وحيد.. نحو وطن حر وشعب موحد سعيد.

 

 

 

 


مشاهدات 58
الكاتب احسان باشي العتابي
أضيف 2025/10/04 - 2:36 AM
آخر تحديث 2025/10/05 - 7:42 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 620 الشهر 3320 الكلي 12043175
الوقت الآن
الأحد 2025/10/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير