الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رمز الشمعة

بواسطة azzaman

رمز الشمعة

فاتح عبدالسلام

 

 الكلام المتكاثر في وسائل التواصل الاجتماعي بين مختلف الفئات عن ضرورة اقتناء الشموع في كل بيت تحسبا لظروف الطوارئ، ربما يستند الى كلام رسمي وارد في صيغ تعبئة نفسية غير مباشرة وتدريجية. الوصول الى الشمعة يعني شبه اختفاء معالم الحياة في بلد عظيم مثل بريطانيا، ولا أدري إن كانت الهواجس ذاتها تتناثر في وسائل التواصل الاجتماعي الفرنسية أو الألمانية أو السويدية.

الرجوع الى الشمعة هو تعبير رمزي للرجوع الى عصر ما قبل الصناعة. وذات يوم في مطلع العام 1991 قال جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي في جنيف لوزير خارجية العراق طارق عزيز، ان الولايات المتحدة ستعيد العراق الى ما قبل الصناعة. وحدثت الحرب وعاد الناس الى الشموع وركوب الدراجات الهوائية بدل السيارات ونسيان وجود البنزين، حتى انتهت تلك الحرب وعادت الأمور تدريجيا الى طبيعتها الظاهرية، لكن البلد ظل منخوراً متعباً محطماً. هذه المرة لا تكون الشمعة حالة عابرة بين الدول الكبرى التي تستشعر الخطر الداهم. وقبل يومين وقف وزير الحرب الأمريكي امام جميع القيادات العسكرية الامريكية على الكوكب، وقال ان أي هجوم ضدنا يعني اننا سنسحق اعداءنا بدقة ووحشية وقوة. وهو اجتماع حرب نوعي لا يتكرر الا في المنعطفات التاريخية الكبرى ومنها الحروب العالمية.

احتمال الحرب، يجري إعادة ضخه في الشارع عبر صيغ ناعمة وربما غير مرئية، ولعل حالة الطوارئ والاغلاق العام التي عاشتها بريطانيا كما العالم كله في فترة فايروس كورونا مهدت للتعامل مع مستويات أعلى من حالات التدهور البشري والمعيشي المحتملة في ظروف مشابهة او أكثر قتامة.

في غضون هذه التصورات، هناك تنافس تجاري بين شركات المواد الغذائية الكبرى لزيادة التسويق تحت ستار تلك الهواجس غير الرسمية.

 الحروب اذا اندلعت لا أحد يعرف ينهيها، برغم من تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب في انه بصدد انهاء سبعة حروب، لم تنته أي منها حتى الآن. وترامب اعترف أخيراً انه كان يظن انه قادر على انهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

  الغرب في تركيبته الحياتية غير مصمم على خوض حروب كبرى ، ويبدو انهم عاشوا في العسل طويلا ، ولم يلفتوا انتباه شعوبهم الى هذا الاحتمال لاعتبارات استثمارية ومالية وتجارية، ذلك انّ  الغرب اشترك في حروب كثيرة بعد الحرب العالمية الثانية ، لكنها كانت مخصصة في المناطق الأضعف من العالم ولم تعد انعكاساتها السلبية على الغرب، كأنهم كانوا يلعبون مثل فريق كرة قدم على هدف واحد، مع فرضية ابدية ان الفريق الخصم لن يستطيع الوصول الى مرمى فريقهم، ولم يحسبوا حسابات إزاء ذلك. لكن وجود روسيا او الصين في ميدان الخصومة يغير من هذه المعادلة


مشاهدات 122
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2025/10/04 - 1:25 AM
آخر تحديث 2025/10/05 - 10:51 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 701 الشهر 3401 الكلي 12043256
الوقت الآن
الأحد 2025/10/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير