الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هاريسون فورد ومتقاعدو إقليم كردستان

بواسطة azzaman

هاريسون فورد ومتقاعدو إقليم كردستان

نوزاد حسن

 

حين استلم الممثل الامريكي هاريسون فورد جائزة الاوسكار وقف امام المايكروفون ليلقي كلمة قصيرة.كان الجمهور يصفق له,وبعد ثوان قليلة قال هاريسون فورد بصوت هاديء والاوسكار بيده:لقد كبرت على الانتظار,فدعوني اتكلم.

لم انس كلمة هذا الممثل العالمي وقد مر عليها سنوات.وفكرت فيها طويلا ذلك لان الشيخوخة قانون لا يجامل احدا.وحتى اغراء الاوسكار لا يمنح احدا حصانة كبيرة ليتمتع بتصفيق عابر تراه الشيخوخة عبثا.

هكذا هو الامر,فكيف نفهم وضع المئات من متقاعدي اقليم كردستان العجائز وهم ينتظرون ثلاثة او اربعة شهور رواتبهم التقاعدية المتاخرة.

استشارات طبية

ماذا ستقول والدتي التي لم تستلم راتبها منذ شهر حزيران ولمن تشتكي وضعها هذا.؟

اذا كانت الشيخوخة بحد ذاتها عقابا يتعرض له البشر فهل يستطيع احد تحمل عدم حصوله على راتبه التقاعدي لعدة اشهر واكثر المتقاعدين مرضى ويحتاجون الى الدواء والاستشارات الطبية من حين لاخر.

اتحدث هنا عن معاناة عامة لا تتعلق بامي التي وجدت لها سندا في الحياة.لكن يبقى لدى جميع المحرومين من رواتبهم التقاعدية هاجس القلق والحرمان لانهم لا يحصلون على استحقاقهم.

من هو المسوؤل عن هذا الوضع اللانساني بكل معنى الكلمة.؟

ولن اقف على ذلك الصراع السياسي بين الاقليم والحكومة الاتحادية لانه صراع غامض وفيه عقد لا تحصى والخاسر فيه هو اولئك المتقاعدون والموظفون ايضا.

لكن كما يقال هناك اولوية تفرض على الحكومة والاقليم ايضا عدم تاخير رواتب اي متقاعد على اقل تقدير وذلك لضرورات كثيرة نعرفها جميعا تتعلق بالحاجة الماسة للراتب وهو في النهاية راتب ليس ضخما لكنه يقوم بسد جزء من الحاجة الفعلية لتلك الشريحة المتعبة.

هل هناك حل مؤقت تبادر به حكومة اقليم كردستان بصرف تلك الرواتب من الاموال التي تجبى من الضرائب وايرادات المرور وباقي منافذ استحصال الاموال في الاقليم.

المهم الا يشعر الانسان وهو في قمة عجزه بانه محارب,وهو يعيش ايامه الاخيرة.واذا كان الممثل فورد لم يتحمل ثوان قليلة من التصفيق وهو يحمل جائزته فما الذي يمكن ان تقوله امي العجوز وغيرها من متقاعدي الاقليم الذين حرموا من حقهم الطبيعي بسبب الاعيب السياسة التي لا تنتهي.

امتيازاته كاملة

اتمنى لو ان احد السياسيين راقب متقاعدا عجوزا وهو يدخل ليسأل عن راتبه هل سيصرف له ام لا؟

اتمنى لو يدقق السياسي الحاصل على امتيازاته الكاملة في خطوات العجوز المتقاعد وهو ينظر بضعف وحزن الى الموظف.

اي انكسار يعيشه الانسان في شيخوخته؟ايّ ذل يضغط على اعصاب المئات ممن ينتظرون طلة هلال الراتب دون فائدة.

ان هلال راتب المسؤول لا يتاخر وسرعان ما يظهر في السماء.اما فقراء اقليم كردستان من المتقاعدين فهلالهم بعيد ولا ياتي في وقته المحدد.

اية مهزلة هذه,وايّ عار يلحق بكل من لا يحل هذه الازمة.

اقول لا بد من معالجة موضوع الرواتب بصورة عامة وعلى الاخص حل وتسليم كافة مستحقات كبار السن قبل فوات الاوان.فاذا رحل احد اولئك العجائز وهو لم يحصل على استحقاقه التقاعدي فسنكون امام نكتة حقيقية محزنة جدا لا تقع الا في بلد حضارته تمتد في التاريخ سبعة الاف سنة.

-كنت اتمنى لو انني كنت موجودا قرب الممثل هاريسون لاقول له:انت كبرت على الانتظار فهل تعرف ان في بلدي ينتظر من هم اكبر منك سنا لقمة عيشهم التي لا تصل في موعدها.

في بلدي ينام العجائز مع مرضهم المزمن وكأنهم روبوتات لا تحتاج الى شيء.

في بلدي يسمن المسؤول وتتورد خدوده وتزداد ثروته لكنه لا يستطيع ان يحل مسالة تتعلق بمصير اشخاص هم على عتبة الرحيل. انت كبرت على الانتظار ياهاريسون فورد لانك تعيش شيخوختك بعز.فكيف بمن يعيش شيخوخته بذل وحرمان.


مشاهدات 156
الكاتب نوزاد حسن
أضيف 2025/09/20 - 3:30 PM
آخر تحديث 2025/10/01 - 3:58 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 520 الشهر 520 الكلي 12040375
الوقت الآن
الأربعاء 2025/10/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير