حينما تحسن إلى معتوه
وليد عبد الحسين
جاءنا من أقصى المدينة بدشداشة متهرئة وبوضع لا يُحسد عليه وطلب منا أن نُعلّمه أحكام الطلاق والزواج كي يكون مأذونًا ويمارس تطليق الناس وتزويجهم مقابل مبالغ مالية ولم يحمد نعمة الله عليه وراح يتحرش بالنساء اللاتي تراجعه لهذا الأمر حتى أُقتيد متهمًا بارتكاب جرائم سحر وتحرش ودافعنا عنه بكل ما أوتينا من قوة حتى استحصلنا له على قرارات إفراج ونتيجة الأموال التي يحصل عليها من صنعته التي تعلمها على أيدينا قام بشراء منزل في أفضل موقع وسيارة حديثة وارتدى ملابس جيدة وأكمل دراسته في المدارس الأهلية بأموال الطلاق والزواج وبعد أن شعر أنه لن يحتاج إلينا تركنا ولا يبادرنا حتى بالسلام أو السؤال مصداقًا لقول شاعرنا الكبير عريان السيد خلف رحمه الله:
علّمت البعض نكَل الجدم عالكاع
واول ما مشن بالزلك لبني
غير أن مما يهون الخطب علينا قول شاعرنا الكبير أيضًا إيليا أبي ماضي: من ذا يكافئ زهرة فوّاحة. أو من يثيب البلبل المترنما
لذا فإن هذا النكرة المغمور الذي صار شيئًا بفضلنا ليس وحيد زمانه بالغدر ونكران الجميل وإنما مثله كثير وكل إناء بالذي فيه ينضح، طبعًا نسيته وما عاد يشكّل عندي شيئًا غير أنني رأيته قبل ساعات في إحدى الأماكن وعاد بي شريط الذكريات لهكذا معتوه أصبح حديث النعمة ولا أعتقد أنه جدير بها..
محام