الشرق الأوسط الجديد وفق الرؤية الإسرائيلية

سامي الزبيدي

من أهم مقومات الشرق الأوسط الجديد وفق الرؤيا الإسرائيلية والأمريكية ليس تدمير البرنامج النووي الإيراني فقط بل وتدمير منظومات ومصانع الصواريخ الباليستية الإيرانية ذات المديات البعيدة التي تتجاوز (ال 700_1000) كليلو متر وذات التقنيات المتطورة والإبقاء على الصواريخ الدفاعية فقط  التي لا يتجاوز مدها (200_ 300 ) كيلومتر والقضاء نهائيا على أسلحة حزب الله اللبناني بعد ان قضت على قياداته السياسية وفي مقدمتهم حسن نصر الله ومعاونيه وابرز قياداته العسكرية بحيث لم يعد بشكل أي تهديد للكيان الصهيوني خصوصا وان المرحلة الثانية لتجريد حزب الله من أسلحته قد أوكلها الأمريكان والإسرائيليون الى الحكومة اللبنانية التي وضعت خطة لحصر السلاح بيد الدولة وإنهاء كل سلاح خارج المؤسسة العسكرية اللبنانية والمرحلة التالية للشرق الأوسط الجديد القضاء على كل اذرع إيران في المنطقة العربية استكمالا لشرق أوسط جديد خالي من أي تهديد لإسرائيل بدءاً من الحوثيين في اليمن والفصائل المسلحة في العراق التي تتبع إيران عسكريا وأيدلوجياً , أما في فلسطين فاحتلال غزة لم يكن هدفا آنياً بل كان مخطط له ومعد منذ 7 أكتوبر 2024 عندما هاجمت حماس القوات الصهيونية وقد حانت ساعة تنفيذه الآن وتتزامن عملية احتلال غزة مع العمليات العسكرية في الضفة الغربية التي قررت اسرائيل ضمها لكيانها متجاوزة ومتجاهلة كل قرارات  مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وكل قرارات تقسيم فلسطين لعام 1948 وكل اتفاقيات كامب ديفد واتفاقيات أوسلو ومدريد التي تنص على ان حل القضية الفلسطينية يكمن في حل الدوليتين لا غيره , وسيصبح الفلسطينيون في الشرق الأوسط الجديد أقلية تعيش داخل اسرائيل في أجزاء من الضفة الغربية التي ضمتها اسرائيل وليس كلها وفي جنوب غزة بعد احتلالها وفق المنظور الصهيوني اليميني المتطرف.ان الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى اسرائيل وبمساعدة أمريكا لتحقيقه يضمن بقاء اسرائيل القوة العسكرية الوحيدة في الشرق الأوسط دون منازع كما يضمن عدم وجدود أي تهديد لأمن اسرائيل  والمصالح الأمريكية في المنطقة لا من إيران وحلفائها ولا من أية دولة عربية مستقبلا أو من أي حزب أو تنظيم مسلح في أية دولة عربية كما يضمن تحييد سوريا ونظامها الجديد بعد موافقة سوريا على تطبيع العلاقات بينها وبين اسرائيل وإنهاء حالة الحرب بينهما كما يضمن عدم ظهور أي تنظيم فلسطيني مسلح سواء في الضفة العربة أو في غزة بعد ان تمنع اسرائيل أي تواصل خارجي عربي أو إيراني مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وما يتبقى من غزة بعد القضاء على كل الأنفاق تحت الأرض التي حفرتها حماس بين غزة وسيناء المصرية والأنفاق الأخرى في جنوب لبنان وبين سوريا ولبنان وفي أي مكان آخر والتي كانت تستخدم لتهريب الأسلحة والاعتدة والصواريخ والمعدات وآلات الحفر والبناء وهكذا تكون اسرائيل وبالذات حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة قد حققت أهدافها من حرب غزة التي يدعي الكثيرون إنها لم تتحقق وأهمها القضاء على حزب الله في لبنان والقضاء على حماس والمنظمات الفلسطينية الأخرى المتعاونة معها في غزة وإنهاء مسالة حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية في فلسطين المحتلة رغم ان حل الدولتين تؤيده أمريكا وكل الدول الأوربية حليفة اسرائيل واغلب دول العالم وتتبناه الأمم المتحدة ويعتبرونه الحل الوحيد للقضية الفلسطينية والحل الوحيد الذي يؤمن السلام والأمان لإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط .