الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عند نهاية الشارع

بواسطة azzaman

عند نهاية الشارع

الاء الصوفي

 

لم تكن تعرف لمَ كانت تمشي كل يوم في الاتجاه ذاته ،الشارع المستقيم، ذاك الذي لا يلوّح بأي انحناء أو مفاجآت، صار وجهتها المعتادة ،

في نهاية الطريق، كان هناك شخص ‘ لا ‘ لم يكن شخصًا كما نعرف الأشخاص، بل “ظلّ وهم “صورة تتكرر في ذاكرتها، تشبه المطر حين يهمّ بالنزول ولا ينزل.

كانت تمضي نحوه بشوق، كأنها تشرب عطشها، تخلع عن كتفيها قسوة الأيام،

تزرع نفسها بين عينيه بذرةً تبحث عن حياة.كان يحتويها بهواجسه، يحتضن ضعفها لا ليقوّيها، بل ليصنع منها شجرة تمتد بجذورها فيه… ثم لا يلبث أن يتركها واقفة في العراء ،في بادئ الأمر، تباهى بها وأظهرها للعالم كما لو أنها زهرته الفريدة، يسقيها بكلمات معسولة، يرسم لها ظلًا وارفًا من وعود المستقبل الابدي ،

لكن شيئًا ما تغيّر…أو لعلّه لم يتغيّر، فقط كشف عن وجهٍ آخر له.

صار يقف عندها، لا ليمنحها ماءً، بل ليقيس طول ظلّها يوما بعد يوم،وصارت تشعر أن أغصانها – التي امتدت بشموخ نحوه – بدأت تجف وفي يومٍ ما، وصلت إلى نهاية الشارع ولم تجده.وقفت تنظر إلى ذات الفراغ

لكنه لايشبهها بل يشبهُ نفسه قالت في نفسها:

أحيانًا، نزرع في أرضٍ لا ماء فيها، ونلوم البذور على ذبولها» ثم عادت أدراجها ،لتستقر وقررت أن تزرع نفسها في ضوء، لا في ظلّ أحد فقط ظِلُها ….

 

 


مشاهدات 57
الكاتب الاء الصوفي
أضيف 2025/08/04 - 2:54 PM
آخر تحديث 2025/08/06 - 10:17 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 285 الشهر 3980 الكلي 11299066
الوقت الآن
الأربعاء 2025/8/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير