الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأضطرار الأمني يخسر أوراقه في تركيا  

بواسطة azzaman

الأضطرار الأمني يخسر أوراقه في تركيا  

عادل سعد

 

هل فقد الاضطرار الامني حضوره في المشهد العام التركي  الان ؟  يبدو ذلك ، فبأستثناء الحراك الذي تعتمده المعارضة السياسية التقليدية المتمثلة بحزب الشعب الجمهوري خاصةً طروحات زعيمه الجديد اوزغور أوزيل واطراف معارضة حزبية صغيرة اخرى ، أقول بأستثناء ذلك ، تَنفسَ الواقع السياسي التركي من فضاء انتعاشٍ حققه تخلي حزب العمال الكردي التركي عن سلاحهِ واللجوء الى النشاطات السلمية •لقد حقق هذا المتغير المزيد من الآمال المرتبطة بمرحلة  قوامها الاستقرار واستتباب ثقة طال انتظارها للانصراف الى تخفيض معدلات البطالة وتحسين سعر الليرة ورفع  سقف الصادرات التركية مع المحيطين الاقليمي والعالمي ،وكذلك الافادة القصوى من الوضع الجديد في سوريا .

لقد تأسس هذا المشهد المتحرك على ايقاع  حفلات تسليم  مقاتلي حزب البككة أسلحتهم ، أو إشعال مواقد حرقها في طقوسٍ غلب عليها التنظيم المتقن  وتتابعاً خالياً من الهفوات ، وإن كانت ملامح بعض المقاتلين مشفوعة بصمت وعبوس جزئي ، اما  المنتظر الآخر فقد كشف عنه الرئيس اردوغان في خطاب له امام مؤتمر حزب العدالة والتنمية حين اشار الى تشكيل لجنة برلمانية ستأخذ على عاتقها متابعة هذا التحول التاريخي والبحث  عن تغذية بنيوية تصب لصالحه ، والمشاغل المتعلقة  بأنصراف الاكراد الاتراك الى النشاطات السياسية السلمية ، وكذلك الكيفية التي تتعلق بمصير  عبدالله اوجلان  صاحب الخطوة الندائية  في التخلي عن السلاح ، وتوقع  صدور عفو رئاسي  شامل ، لكنه في كل الاحوال لن يحصل الا اذا أرتبط بشروط مازالت هي الاخرى على طريق الانتظار . •هناك حقائق  فرضت وجودها في كنف  هذا التحول ، إن الضدية التي كانت تقلق الوضع الرسمي أنحسرت  نسبياً لصالح اوردغان بعد أنضمام  زخم سياسي بشري كان متضرراً  من  الكباش الميداني المسلح ، اما على صعيد  الجوار الاقليمي فالمتغير جاء لصالح أرتياح الجارات الثلاث  العراق وسوريا وايران  اذا اخذنا بواقع الحال ان وجود  البككة المسلح ظل خياراً  للمعارضة الكردية داخل تلك البلدان . •في السياق ،  يعكس  الموقف الامريكي العام إزاء هذا المتغير   أهتماماً غير مسبوق اتاح لدمشق  تعزيز التعاطي الذي يتبعه الرئيس احمد الشرع  مع مطالب الاكراد السوريين دون التورط  في مصادمات عسكرية ، أما  القوة الاقليمية التي فقدت جزءاً من نفوذها  جراء  هذا المتغير  فهم  الاسرئيليون الذين مازالوا يتعثرون رغم  فائض القوة العسكرية التي مازالت لديهم.

لقد كان الاسرائيليون يعوّلون على توظيف التمرد الكردي لخدمتهم في أشغال  إن لم يكن ارباك الواقع  الامني التركي الداخلي  ، وازاء تلك الحسابات  وما بني عليها من رهان ، فأن  السياسة التي اعتمدها الرئيس اوردغان أفشلت حتى اللحظة  الاشتغالات  الاسرائيلية  في هذه الجزئية  من النفوذ

الحال أيضاً ،هناك فوائد عديدة سيجنيها الشعب التركي مما حصل  لكن الوضع سيظل تحت طائلة المراقبة وبحاجة ماسة الى المزيد من حوارات  التضامن الوطني  ، وتلك مهمة لن تكون صعبة اصلاً مادام  زخم المصالحة متوفراً الأمر الذي سينعكس بدوره  في مصالحة خارجية هي الان سالكة مع الاتحاد الاوربي الذي تضم دوله جالية تركية هي الاكبر بين الجاليات ، بل ان المتغير سيكون لصالح انقرة من اجل أن تظل  وسيطاً مكانياً أعتبارياً سانحا  بين طهران والاوربيين ، وكذلك بين موسكو وكييف .

 

 

 


مشاهدات 96
الكاتب عادل سعد
أضيف 2025/07/30 - 2:48 AM
آخر تحديث 2025/07/30 - 8:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 732 الشهر 20729 الكلي 11174341
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير