الشعب أولاً
صلاح سعيد أمين
حب الحياة للخارطة العراقية بكافة شعوبها يسري في دمي وعروقي ، والسبب بسيط جدا وهو: أن الإنسان بتلاوينه المختلفة في هذه البقعة الجغرافية «العراق» منذ تأسيسها جرّع أنواع المرارة ولم يستريح كما هو يليق به.
ماذا يعنى العراق أولا إن كان الإنسان العراقي يعيش في الأخير؟ ماذا يعني العراق أولا إن كانت حياة الشعب في ذيل القائمة؟
أقليم كوردستان كيان دستوري، يعيش فيه «الإنسان» لا غير..وهناك خلافات لاينكرها أحد بين أربيل و بغداد حول ملفات بالغة الأهمية بالنسبة للطرفين، لكن بغداد تعاقب الشعب في أقليم كوردستان ولم تصرف رواتب الموظفين!
والسؤال المطروح هنا هو: لماذا يدفع المواطن في أقليم كوردستان ضريبة الخلافات الموجودة بين بغداد وأربيل؟
طبعا، هناك دستور وقانون ومحكمة اتحادية بالعراق ولتأخذ الخلافات بين الطرفين مجراها وتمضي المفاوضات والإجتماعات بقدر الحاجة التي تقتضيها تسوية هذه الخلافات فعند الوصول الى نقطة الحل والإتفاق تحدث التصفية بين الطرفين من أي ناحية كانت مالية أو قانونية..
لنأتي بمثال توضيحي: بغداد تقول إنها صرفت رواتب الموظفين لعام 12 من عام 2024 و حكومة أقليم كوردستان ترفض و تقول إن بغداد لم تصرفها !
وفي الواقع لم يستلم الموظفين رواتبهم لهذا الشهر..والسؤال هنا هو: الى أين يتجه الموظفون لمتابعة مصير رواتبهم لذلك الشهر وغيره؟
قد تبدو أن بغداد تتملص من مصير الرواتب التي لم يستلمها الموظفون في العقد الماضي بأقليم كوردستان والآن تمارس العقاب الجماعي بحقهم والسبب هو: الخلافات الموجودة بينها وبين الأقليم!
أنا أفهم من الشعار العراق أولا أن القصد منه العراق دون أقليم كوردستان وإلا لماذا يكيلون بمكيالين؟
أكرر سؤالي وأتمنى أن أحصل على إيجابة وافية مقنعة: لماذا يدفع الموظفون في أقليم كوردستان ضريبة الملفات العالقة بين بغداد وأريبل؟ وأعلم أن في سؤالي تفاصيل لكن في كل الأحوال يجب الباقي هو المواطن والشعب.