الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التراث الشعبي وخطر الإندثار

بواسطة azzaman

التراث الشعبي وخطر الإندثار

زهراء خيري الخفاجي

 

الموروث الشعبي هو إرث تقليدي لكل شعوب العالم العربي والأوربي، إرثنا من الأجداد والجدات الحنونات وحكايتهن الدافئة، قصص وحكايات تناقلنها عبر الزمن للتسلية تارة والتعليم والترهيب تارة أخرى، منها ما هو ضرب من الخيال ومنها حقيقة، ودائما ما كانت هذه الحكايات للأطفال بشخصيات الحيوان مثلا (الدّب، القطة، الذئب، الحصان، الحمار) وغيرها العديد، وأما حكايات الكبار فكانت تروى عن شخصيات إنسية مثل زوج وزوجته وطرفهم، أو أم وأبناءها، وعلاقات اجتماعية عدة عندما تجلس الجدة وحولها الأحفاد، أو الأمهات وحولهن الأبناء وتسرد تلك الحكاية بأسلوب ساحر وكلمات تنساب -بعفوية- وتصور القصة كأنّها شريط أحداث يمر أمام أنظارهم، فتشد انتباههم وجميع حواسهم، فتثير انفعالاتهم وحماسهم لسماع القادم، وهذا التفاعل يكون بحسب نوع الحكاية سواء هزلية أو تعليمية أو ثقافية، أو تحذيرية من موضوع معين يكون هو الهدف الأساس من السرد، وبعد الانتهاء من القصة يهرعون بطرح الأسئلة والتعليقات الفضولية، ليحين وقت النوم بعد حصولهم على عبرة مستفادة وإجابات مفيدة.

وفي العراق هذا النوع من الأدب الشعبي المحكي والسردي تاريخ عريق، كألف ليلة وليلة والسعلاة وأم السعف والليف، بالإضافة إلى الأمثال الشعبية التي هي اختصار ذو معنى ومغزى يختصر وراءه قصة حدثت واشتهرت في زمان ومكان معين وتداولت على ألسنة العامة.. في ظل التطور الإلكتروني وتعدد تطبيقات بما يسمى مواقع التواصل الاجتماعي نلحظ اختفاء هذا التقليد الجميل الذي يعكس هويتنا ولغتنا وتراثنا الأصيل، يجدر بالمتخصصين في اللغّة والأدب والمهتمين بالتاريخ والحضارة والتراث الشعبي دعم هذا الأدب والنهوض به لنعيد عاداتنا وتقاليدنا العراقية الجميلة ولنغذي الجيل الجديد من الحكم والمعرفة فهكذا قصص توقد عقلهم، وتشحذ أفكارهم بالخيال والمواقف وتعلم درسها في أيامهم ومواقفها.

 

 

 


مشاهدات 81
الكاتب زهراء خيري الخفاجي
أضيف 2025/07/22 - 2:02 PM
آخر تحديث 2025/07/23 - 8:23 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 683 الشهر 15381 الكلي 11168993
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير