الشباب
عبدالمحسن عباس الوائلي
حدي مرحلة اللاتفكير بالموت انها أيام لن تعود وأن عادت لا بد أن تنتهي
وكلنا يعلم أن مرحلة الشباب في حياة الإنسان أوفرها طاقة وأعظمها حيوية وقدرة ونشاطاً وتأثراً وانفعالا بمعنى أنها أفضل مراحل العمر من حيث العطاء والإنتاج.. والحقيقة أنه بقدر ما يستطيع الإنسان أن يستثمر أوقات فراغه استثمارا صحيحا ونافعا بقدر ما تتفجر المواهب وتنطلق ملكات الإبداع والابتكار لديه.. وأنه كلما نجح في تنظيم أوقات فراغه فإن ذلك يدل على حسن التفكير ونضوج الإدراك.
والفراغ، بالنسبة للشباب، من أكثر أنواع المشكلات الاجتماعية، وأكثرها ضرراً، خاصة إذا لم يستخدم استخداماً سليما، وتحاول كل المجتمعات معالجة هذه المشكلة بأسلوب تربوي حديث وسليم.. وهنا تأتي أهمية دور. الأسرة، ودور المجتمع ككل، ودور الدولة تحديدا في تحفيز همم الشباب نحو العمل، وحسن استثمار أوقات الفراغ، وعدم الاستسلام لدعاوى اليأس والإحباط، وتوفير سبل الحماية من المغريات الرخيصة.
ولهذا فإن النشاط الذي يسلكه الإنسان بصورة عامة والمراهق بصورة خاصة في محاولة الاستفادة من وقت الفراغ، يشبع عنده حاجات كثيرة منها
إشباع الحاجات الجسمية: إن إشباع الحاجات الجسمية من خلال وقت الفراغ يخلص الإنسان من التوترات العضلية، وينشط لديه الدورة الدموية من خلال ممارسة الرياضة مثلاً، أو أي من النشاطات والأعمال الحركية بدلا من البقاء جالسا لفترة طويلة.
إشباع الحاجات الاجتماعية فالنشاط الذي يقوم به الشباب في وقت الفراغ يشبع عندهم الحاجات الاجتماعية، كما أن الإنسان يشعر بالمتعة والراحة بوجوده أو بتواصله مع الآخرين في عمل أو نشاط ترويحي. ولكي يتحقق ذلك بشكل جيد لا بد أن يتعلم، عن طريق الخبرة كيف يتعامل مع الآخرين بشكل ناجح، وهذا ما يساعد المراهق على السير نحو النضج الاجتماعي بشكل سليم.
وقد تعددت تعريفات الفراغ لدى الفلاسفة وعلماء الاجتماع إلا أن أبرزها كان تعريف (جوزف بايبر للفراغ بأنه اتجاه عقلي وروحي، غير نابع من ظروف خارجية، وليس نتاجا للوقت أو مرتبطا بأوقات الإجازات والعطلات الدورية، بل إنه موقف عقلي وحالة تتعلق بالروح أساساً.
وما أريد قوله بوضوح إن صفحات التاريخ مليئة بالمبدعين الذين اهتموا بتنظيم أوقات فراغهم، فتعلموا وكافحوا وجاهدوا حتى تحقق لهم النجاح، وأصبحوا مخترعين ومفكرين وقادة وزعماء حققوا لمجتمعاتهم حياة كريمة، وصاروا أسماء لامعة ومرموقة.. وقد اعترف بذلك مخترع الكهرباء أديسون في مقولة متواضعة بعد أن ذاع صيته من عظمة اختراعاته إذا قال: إنني لم أتلق تعليماً جامعياً، ولكنني لستم أقل منه.
علمت نفسي بنفسي من خلال القراءة في أوقات الفراغ.. وأنتم قرائي لستم أقل منه.. ابداً ولا اريد انا اقول يا ليت الشباب يعود يوماً فأن الفقر والمرض مع الشباب لا يحسب من العمر وكل شئ له نهاية لا فائدة منه لذا خلق الله الآخرة وقال ليس لها نهاية ما أجملها ان رحمنا الله عز وجل.