نتنياهو وإكذوبة السلام
دهام العزاوي
في مشهد أقرب إلى التهريج السياسي، سلّم رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وفي مأدبة عشاء في البيت الابيض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شهادة تزكية لنيل جائزة نوبل للسلام. مشهد عبثي يثير السخرية، خاصة مع اقترانه بخطاب عنصري ألقاه نتنياهو في ذلك اللقاء، أكد فيه على “حق” جيش الاحتلال الصهيوني في سحق حركة حماس، دون أي اعتبار للمجازر الإنسانية أو للكارثة التي يعيشها ملايين الفلسطينيين بفعل آلة الحرب الصهيونية المدججة بأحدث تقنيات القتل والمسنودة بعقيدة ترى في الفلسطينيين ( حيوانات ) لا تستحق الحياة.
ولعلّ المثل العراقي “غراب يكول لغراب وجهك أسود” خير ما يلخص هذه المسرحية التراجيدية؛ فنتنياهو، المطلوب دولياً بتهم جرائم حرب والمسؤول عن دماء مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمهجرين في فلسطين ولبنان، يمنح شهادة “سلام” لرئيس مهرج معروف بتعطشه للضوء والشهرة.
ترامب الذي اعتاد المناورة والصفقات الخلفية، بارك علناً العدوان الصهيوني على إيران واستهداف بنيتها العسكرية والاقتصادية، بل وشارك لاحقاً في خطط ضرب منشآتها النووية، في محاولة مكشوفة لإضعاف طموحاتها وإبقاء إسرائيل القوة الوحيدة القادرة على فرض إرادتها على مستقبل المنطقة ووحدة شعوبها الاسلامية.وهكذا ما بين اجرام نتنياهو وبهلوانية ترامب، تتساقط الأقنعة المزيفة، ويبقى السلام الحقيقي مرهونا بايادي شيطانية ونفوس شريرة، لاتعرف معنى للرحمة او الانسانية