إسرائيل أوهى من مقاتلة غير العرب
منير حداد
إستقوت إسرائيل على ضعف العرب، طوال تاريخ وجود كيانها المقحم، حيث إنكشف وهن إسرائيل وخواء آلتها الحربية، وبضمنها «القبة الحديدية» التي إخترقتها صواريخ إيران، كما لو تخترق «قبة كارتونية» من قش وقطن وحرير وصوف، كانت... تلوِّح بها لإخافة العرب فـ... يخافون.
ولأنها تدخل حرباً مع غير العرب، لأول مرة في تاريخها العسكري؛ فقد بدت ضعيفة واهنة مثل طفل غرير مصاب بشيخوخة ولادية، ترممه أمريكا كلما تداعى؛ ليبقى فزاعة في حقول النفط.
يعني.. قوتها نابعة من ضعف العرب وخيانتهم لقضيتهم.. فلسطين، وتآمرهم على أنفسهم... فقد ظلت إسرائيل طول عمر من المنغصات عاشته الشعوب العربية، تبدو قوية، في هزيمة 1948 ونكسة 1967 وما لا تبويب يجدوله على لائحة التاريخ العسكري عام 1973 لأنها حروب صورية لإشعار العرب بتهافتهم أمام عظمة إسرائيل القائمة على سيناريوهات مسبقة بالإتفاق مع الرؤساء والملوك العرب.. بل حرب الـ48 قادها الجنرال كلوب الإنكليزي، أثناء تأسيس بريطانيا لإسرائيل!
فجاءت حرب الـ1948 جزءاً من مراحل التأسيس، بإتفاق أطبق فكيه على أية محاولة لإيقاف الزحف الإسرائيلي نحو فلسطين مجهضاً تطلعات العرب...
إنتصار إيران.. خلال إثني عشر يوماً من حرب ضروس.. ضد إسرائيل، كشف الحَمَلَ الضعيف المرتدي جلد أسد قوي؛ ناشراً الذعر في عمق ذوات العرب.. تمتلئ ويفيض من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي.
وبهذا إستعاد العرب ثقتهم الفارطة بذواتهم؛ إثر هزيمة وإنتكاسة وتفوق تسليحي مدّعى وتنظيم عسكري ثبت عدم جدواه؛ لأن الحرب التي توقفت أمس لا مواجهات عسكرية فيها، إنما علماء ذرة.. أساتذة جامعيون يهندسون الموت، مسقطين حمماً من السماء على الأرض.
إنتفت إنشودة «لبيك يا علم العروبة» ولم يعد محمد سلمان، يغني في قبره «لبيك حتى تنقل الأرض الهتاف الى السما» الهتاف نزل من السماء على الأرض!
عجز إسرائيل أمام إيران يعطي ضوءاً أخضر للدول العربية بالكف عن الإستخذاء بين يدي إسرائيل التي إستزلمتهم أسرى في بلدانهم رهن إرادتها.. تقرر وينفذون.
العرب يفخرون بإنتصار إيران ويستعيدون إحترامه لذواتهم التي طال ما سفحوها تحت أقدام إسرائيل؛ يؤثرون السلامة.. ذلاً.. في قصور الترف على الكرامة في القبور، الى أن أثبتت إيران وهن المارد الكارتوني الذي إستفحل متفاقماً بالخديعة والخيانات العربية والمؤامرات والدسائس وتبادل الحروب الـ... عربية عربية، مكتفين بإهانة بعضهم البعض وتبجيل إسرائيل.. نفط وغاز وثروات وأموال و... يظنون أنفسهم وعلاً يتحطم قرنه إذا ناطح الصخر، وهو شعور ترسب في بنية العرب جراء ثلاث هزائم ودعاية تكرس تفوقاً في قوة لا وجود لها، توازن معادلة إستقواء إسرائيل وإستضعاف العرب، حتى تورطت إسرائيل بالإعتداء على إيران التي لقنتها درساً ينيب عن كرامة العرب المهدورة منذ مطلع القرن العشرين.. مثل ماء آسن غاض في سبخة جدباء.