لا تركنوا ولا تحايدوا
حسين الزيادي
لاريب ان الركون للظالمين من المحرمات المؤكدة التي يترتب عليها الخسران المبين والتي يرفضها العقل جملة وتفصيلاً، وابعاد هذا النهي واضحة في القرآن الكريم وسنة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ، لما تحمله هذه الظاهرة من خطر عقائدي وانحراف اخلاقي ولا ينحصر الركون في جهة العمل مع الظالمين، بل مطلق ما يصدق عليه الركون عرفاً، حتى لو كان ذلك بكلمة، ولعل العنوان الابرز للركون هو ما نلحظه من ركون فعلي وقولي وقلبي اتجاه الكيان الصهيوني في عدوانه على ايران، الامر الذي يجعل هؤلاء شركاء للظالمين في ظلمهم، بل وداعمين لهم من حيث يشعرون او لا يشعرون وداخلين في دائرتهم الولائية، وهو امر مستنكر عقلاً ومحرم شرعاً، فالكيان اللقيط يمثل حركة عنصرية محتلة لارض اسلامية- عربية محددة بنطاق جغرافي معين وبُعد تاريخي، تم تهجير اهلها وقتلهم، واغتصاب الارض جريمة لا تسقط بالتقادم، وربما يذهب البعض الى اتخاذ موقف الحياد ، وهو امر لا يمكن قبوله لان في ذلك تشجيعاً للباطل وتهويناً للحق، فالحياد بين الحق والباطل خيانة صامتة للحق، وتواطؤ مقنع ، حذر منها الاسلام لانها منطقة ظل اخلاقي..