الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
معركةٌ إنتخابيةٌ أم لعبةٌ إنتخابية

بواسطة azzaman

معركةٌ إنتخابيةٌ أم لعبةٌ إنتخابية

عبد الجبارالجبوري

 

مع إقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية العراقية ،إنطلقت حملة الدعاية الإنتخابية،ترافقها حملة التشهيروالتسقيط السياسي، بين الأحزاب والشحصيات المرشحة،والمكونات والكتل، ووصلت حد كسرالعظم، وتشوّيه السمعة والتاريخ الشخصي،وهذا النوع من التسقيط والتشهير والتشويه، لم نشهد له مثيل في كل إنتخابات العالم،هي معركة حقيقية ،تمارسها أغلب الكتل، للوصول الى غاياتها الدنيئة، في السيطرة والنفوذ وسرقة المال العام،ويجري هذا في بغداد تحديداً وفي المحافظات الغربية، لأسباب معروفة ،وفي المحافظات الوسطى والجنوبية تكون أقل ، لعدم وجود كتل منافسة من خارج المحافظات، كما يحصل في نينوى والانبار وصلاح الدين،وبدأ الصراع الإنتخابي مبكراً من داخل الإطار التنسيقي،الذي يضم أكبر القوائم ،حيث ظهرت قوائم مستقلة عن الإطار التنسيقي، وشكّلت لها كتلة خارج من الإطار،وإنشقت عنه في الوقت الحاضر، وأسست لها حزب في المحافظات الغربية، وبغداد وبقية المحافظات، مثل كتلة رئيس الوزراء السيد السوداني، وتبعتها دولة القانون ومنظمة بدر وحزب تقدم الحلبوسي، لخوض الانتخابات بشكل منفرد،معتمدة على رصيدها الجماهيري ،حتى أن زعيم دولة القانون أعلن ترشيح نفسه لرئاسة الوزراء لولاية ثالثة، في حين رشح السيد الحلبوسي نفسه رئيساً للجمهورية من الآن، هكذا وبكل ثقة بالنفس،والجميع يلهث وراء المناصب والمكاسب، ونسي مايعانيه الشعب العراقي،من سوء خدمات، وانهيار منظومة الكهرباء والضرائب، التي كسرت ظهر المواطن وكفرته وانهيار مريع لقطاعي التربية والتعليم،وغيرها، ولم نَر كتلة أو مرشحاً من هذه الكتل قدّم برنامجه الإنتخابي ، لحل أزمات قاتلة يعيشها المواطن والعراق معاً، وأقرب دليل فشل القمة العربية ،والفشل إرتقى الى كلمة فضيحة ،لم يشهدها العراق عبر تأريخه الطويل، فهل الإنتخابات معركة، تخوضها الكتل للحصول على مناصب ونفوذ وهيمنة ، أم لتقديم الخدمة وإنتشال الواقع العراقي المزري،في الجوانب التربوية والاقتصادية والطبية والمالية والصحية والزراعية وغيرها،أم هي لعبة إنتخابية لتمريرهدفها الرئيس في السلطة والنفوذ وسرقة المال العام، وترك الشعب يتضوّر جوعا وفقراً وتشرذماً، وإحتراباً طائفياً، في ظل نظام المحاصصة الطائفية، وإبقاء نصف الشعب ،بين نازح ومهاجر ومهجر،نحن نعلم أن أي إنتخابات تهدف الى إصلاح واقع مزر، وتغيير سياسي وخدمي نحو الأفضل ، وخدمة الشعب أولا ًوأخيراً، إلاّ في العراق ،فالإنتخابات هي لخدمة الأحزاب والكتل فقط ،وليذهب الآخرون الى الجحيم،هذه هي اللعبة، التي تلعبها الأحزاب الطائفية الحاكمة منذ الاحتلال،والكتل الطائفية التي تسيطر وتتحكم بالعراق وشعبه،فلننظر الى نينوى والانبار وصلاح الدين، ونرى معركة الإنتخابات بأبشع صورها،قوائم وأحزاب وافدة بعناوين طائفية، وبرامج طائفية غير معلنة، ظاهرها مرشحون من ابناء المدينة ،يغرونهم بالمال والمناصب، ويتحكمون بهم في بغداد، لتنفيذ أجندة الحزب والكتلة في هذه المحافظات( مجلس نينوى مثالاً)،لانريد أن نسمّي،فإستخدام أبناء هذه المدن وشراؤهم بالمال والمناصب الهزيلة،هي لعبةُ هذه الأحزاب لتسيّدها وإخضاع المدن، لسياستها الطائفية ومشروعها السياسي والديني،وإلاّ ماذا تفعل هذه الأحزاب والكتل ،في محافظات غالبيتها ضد هذه الاحزاب التي (شوّفتها الويل والثبور)، وسلمتّها لداااعش الاجرامي، ومازالت تصف أهل هذه المحافظات بالدواعش، وتفرض عليهم إجراءات لا انزل الله بها من سلطان، رغم إمتلاكهم بطاقات موحدة مدققّة أمنياً ، ولكن الهدف هو إذلال وإخضاع أهل هذه المدن ،ناهيك عن السياسات الطائفية القسرية،التي تتعامل بها في المدن وبشكل قمعي وإنتهاك قيمي، وعدم السماح في العودة من النزوح ،وقطع رواتب الآخرين ،إذن معركة الإنتخابات ليست معركة بين الشعب والأحزاب للأسف،ولكنها تاخذ طابعين، الأول هو الفوز بالسلطة وكسب مراكز النفوذ والهيمنة على بقية الأحزاب، ولو بالمال والتهديد والترغيب والتزوير،(كما حصل في كل الانتخابات )، ويسمّونه (ديمقراطية)،والثاني البقاء في السلطة الى آخر نفس، حتى لو كان لولاية ثالثة ،وتسليم ثلث العراق ثانية للارهاب الداعشي المجرم،ما دام الهدف إذلال وإخضاع الآخرين في هذه المحافظات ،لسلطته وجبروته وظلمه،نعم هذه الإنتخابات ستكون آخرإنتخابات، وأنا أعتقد أنها (لن تتحقق)، لأن المعطيات والواقع على الأرض يقول ذلك، والأحداث المتسارعة في المنطقة تؤكد هذا ،فلا إنتخابات ولا أحزاب طائفية باقية ،وإن جرت فإنها لعبة أخرى، يعيشها الشعب العراقي، لإبقاء نفس الوجوه ونفس الأحزاب،ليس لأن الشعب يريدها ،ولكن لأن (التزوير وهيمنة السلطة والسلاح المنفلت والمال) ،هي من يُبقي هؤلاء في المشهد السياسي، لذلك قلنا أن الإنتخابات ،هي معركة بين الأحزاب نفسها وليس مع الشعب،لتطبيق أجندتها وأجندة من يدعمها إقليمياً ودولياً ،ويخدم مشاريعها في المنطقة، وهي في هذه الصورة البشعة ،تبدو لعبة قذرة فرضتْ على الشعب أن يخوضها مكّرها،لابطلُ..لهذا قأقول أن الإنتخابات في العراق ،معركةٌ إنتخابيةٌ بإمتياز ،ولعبةٌ قذرةٌ بنفس الوقت وسترّون ذلك قريباً.......   


مشاهدات 197
الكاتب عبد الجبارالجبوري
أضيف 2025/05/31 - 2:31 PM
آخر تحديث 2025/06/02 - 1:53 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 754 الشهر 2059 الكلي 11136713
الوقت الآن
الإثنين 2025/6/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير