الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الخيانة التي يتعرض لها العرب والمسلمون مركّبة برؤوس

بواسطة azzaman

المهدي المنجرة يفضح  الانقراض المبرمج للعدل 

الخيانة التي يتعرض لها العرب والمسلمون مركّبة برؤوس

عادل سعد

 

ان تبحث في منجز عالم الاجتماع  المغربي المتخصص في الدراسات المستقبلية المهدي المنجرة فأمامك المزيد من الفرص بالعثور على  شهادات موثقة لفواتيردفعها العرب والمسلمون الى القوى الامبريالية بغير وجه حق من القيم الاعتبارية والمعالم الحياتية  ، كما ستكتشف حجم الضرر الذي تسببت به هذه القوى الغاشمة في التجاوز الممنهج على حقوق الشعوب وتدمير مرتكزتها المعاشية ومعنوياتها  واعادة توظيف اوضاعها وفق إيقاعات تتولى العولمة الامبريالية  ادارتها عالمياً •من مؤلفات المهدي المنجرة التي فضحت سياسات الهيمنة والاحتواء ،كتاب (الخيانة في عهد الميغا امبريالية)

يقع الكتاب في 272صفحة  ويتضمن توطئة مع سبع وعشرين عنواناً  هي •نهاية الامبراطورية الامريكية •القمع الخفي ما بعد الاستعمار •الحرب الحضارية الثانية •حتمية الانتفاضات •قصف العراق قادم •السير من أجل فلسطين• الاشكالية العربية اشكالية اخلاقية •الميغا امبريالية الليبرالية الجديدة والمخزن الجديد •المغرب يعتمد سياسة الخضوع • قوة الولايات المتحدة تكمن اساساً في ضعفنا• ساعة الحقيقة تدق• من أجل محكمة دولية للجرائم الثقافية •اليونسكو  تستحق التوبيخ • عولمة الفاشية•احداث الدار البيضاء ،نهاية الاستثناء المغربي• الحرب الحضارية ومستقبل العالم الاسلامي• انتهى زمن الانبياء• لا يوجد بلدعربي واسلامي مستقلاً• الاهانة المزدوجة• الثلاثاء الاسود والدفاع عن الكرامة• اليابان واحتلال العراق•ايفاد اليابان فرقة عسكرية أذعاناً للميغا الامبريااية •امريكا ستفشل في العراق•حرية التعبير•تحالف دولي من أجل الدمار الشامل• المهدي بنعبود .

يصف المهدي المنجرة الاهانة التي تسود الان بأنها اهانة مركبة برؤوس عدة ،إذ يقول( لم تعد لدينا أية شرعية حقيقية  دولياً ، فامريكا تقول إنها تعتبر قرارها دفاعاً عن شعبها هو الشرعية وتمنح نفسها الحق في التدخل في أي مكان تريد ،وفي أي وقت تريد ، ولا أحد يعارضها ،نحن نعيش فترة تطرح علينا تساؤلات كبرى تمثل امتحاناً لهذا العالم الجديد الذي نريده، وارى ان هناك فيها تشاؤماً ،التشاؤم هو أنه لا يمكن ان نصل الى حالة ذل أكثر مما وصلنا اليه بالخصوص في العالم العربي والاسلامي وهو ما أسميه الذلقراطية .

اهانة عظيمة

ان حكامنا يقبلون الذل ممن هم اقوى منهم وبالخصوص من امريكا واسرائيل ،وحين يقبلونه يسقطونه علينا كشعوب ،وشعبونا تقبل الذل من حكامها ، فنحن امام ذل واهانة عظيمين )،وازاء هذا الانهيار القيمي الذي يجتاح العالم يرى المنجرة بالمقابل الانهيار المتوقع للقيم الغربية في اشارات الى ظوهر النهم  ومتواليات الاقتناء والامتلاك  والتأسيس للمزيد من الصراعات  ويضيف (إن ما نسميه انفتاحاً كان دائما بمبررات مصلحية،وبهذا الصدد علينا أن نشير الى ان الامريكيين لم يشرفوا على تكوين اكثر من ثلثي الاطباء العاملين بالمستشفيات الامريكية والباقي اي ما يقارب 40 بالمئة نزحوا اليها بعد ان تكونوا في بلدانهم الاصلية ،لكن  ما يحدث حاليا ويشكل خطورة كبرى بغض النظر عن الاعتبارات التي تشير اليها هو أن المواطن الامريكي قد تم الزج به في دوامة الخوف ،وهي وضعية تستغلها الادارة الامريكية ،خاصة تعتبر أن الظرفية العالمية الحالية ملائمة لذلك .

إن  الاحساس باللا امان الذي عهدناه في بلدان العالم الثالث ينزل بثقله الان على الولايات المتحدة الامريكية مع الانعكاسات التي يفترضها ذلك  ) ومقابل هذا يعتقد المنجرة ان الصينيين أتون.

يتوقف المنجرة عند الاشكالية الاخلاقية التي تحكم الوطن العربي الان  ،ويأخذ  الامر الذي يتعلق بالجامعة العربية فيقول ( إن الجامعة العربية اصبحت رمزا اساسيا للقومية العربية وهي سبب كل ما يحدث بالمنطقة  ،وسبب كل الازمات  التي تحدث في الدول العربية ،هي التي اعطت للاصلاحيين في العالم العربي طريقا  للدموغاجية لتعبيرالسياسيين

حين ننظر الى ما فعلت الجامعة العربية ،ماذا نجد ؟ لقد تأسست لتوطد العلاقات بين الدول العربية وتحقق طموحاتها   ،الجامعة العربية نجحت في تحقيق العكس ، وعمقت الانقسام بين الدول العربية  ،ولم تحقق اياً من طموحات الفلسطينيين الذين وجدوا انفسهم خارج بيوتهم دون ان يتحقق حلمهم برؤية دولة فلسطين مستقلة ،ولم يطبق اي  قرار من عشرات القرارات التي اتخذتها بمقاطعة اسرائيل  ) .

تراث انساني

ويتوقف المفكر المهدي المنجرة عند اهانة  اخرى يتعرض لها العالم وتتمثل في الحرب الخفية على التراث الانساني الحضاري بالرغم من وجود منظمة اليونسكو التي أُنشئت لحماية هذا التراث ،  لكنها لم تحقق هذا الهدف  ولذلك فهي تستحق التوبيخ في اشارة الى مواقفها الهزيلة ازاء تعرض العديد من المعالم التراثية النفيسة الى التدمير والتفكيك والسرقة على غرار ماتسبب به الاحتلال الامريكي للعراق من تدمير لشواهد واستباحة المتحف العراقي الذي يقول عنه (عندما تدخل المتحف في بغداد يحصل لديك شعور من الصعب وصفه ، يحصل نوع من الاندماج يجعلك لا تنظر الى اللوحة ولا الى الكتاب ولا الى التمثال تتراءى الى اشياء اخرى ، ترى الصحارى والجبال والازمنة ،هناك تواصل بين العصور يبدأ من مخطوط عمره 7000سنة وينتهي بتحفة تعود الى سنة واحدة في نوع من التسلسل والمنطق تماما مثل النحو الذي ولد في العراق والذي خضع الى التركيب  والتطوير ،كذلك شان الاثار وشأن الموسيقى والفن والمقامات النادرة ، وشأن احسن مدرسة للفنون التشكيلية في الوطن العربي ) .

بخلاصة تحليلية كتاب (الخيانة) للمهدي  المنجرة جرد معلوماتي  تحليلي على درجة عالية من التشخيص الوثائقي الامين على الحقيقة وهذا ما يجعل هذا المفكر العربي المغربي واحداً من اصدق المتعاطين في اختصاصات الشؤون الانسانية ، ومناضل شجاع لم تربكه أية مخاوف شخصية لقد عاش المهدي المنجرة بين عامي 1933 وأيار 2014 مدافعاً شرسا عن القيم  وترك لنا  ارثا يستحق الدراسة   وتوصينا حاجاتنا الى التطوير أن ننتبه له   ، مثلما اوصى  مقاوم  فلسطيني شارف  الارتقاء الى الشهادة ( اوصيكم ببندقيتي ) .


مشاهدات 185
الكاتب عادل سعد
أضيف 2025/05/31 - 12:21 AM
آخر تحديث 2025/06/02 - 2:31 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 806 الشهر 2111 الكلي 11136765
الوقت الآن
الإثنين 2025/6/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير