ندوة تناقش مفهوم المثقّف العضوي
بغداد- محمد إسماعيل
إحتفت مؤسسة ثقافات بابل العالمية، بالمفكر المصري يوسف زيدان، السبت الماضي، على قاعتها في شارع السعدون.. أدار الجلسة رئيس المؤسسة الشاعر علي الشلاه، مرحباُ: (ندوة إستثنائية؛ لأن الضيف إختار موضوع «مفهوم المثقف العضوي، وأثر الكاتب في المجتمع» ويوسف زيدان، مفكر يجيد طرح أسئلة تحرك المجتمع، ولا يسعى لإرضاء الناس قدر ما يرتقي بهم، بقول آراء تصدم المجتمع لكنها ترتقي به.) وقال زيدان: (يجب ألا نستجيب للجهلة، خاصة لدينا في مصر الأخوان وفي العراق «داعش» تظل الثقافة فعل رشيد، ولقاءاتنا تعيد النظر بالرصيد الحضاري.. أي التراث، كيف يفعّل للمستقبل، اليوم نتكلم عن المثقف العضوي الذي خفت الحديث به بعد أن كان نشطاً في النصف الأول من القرن العشرين)، معرفاً( المثقف العضوي هو المشترك مع الواقع والمعارض للسلطة التي تضطهده، أرى وجوب إعادة النظر بهذا المفهوم؛ لأن الثقافة العربية الآن في منحى تحتاج فيه تجديد المصطلحات.. ما سبق يختلف عما سيجيء؛ لذا يجب أن ندرك من أين جاء؟ جاء من الفيلسوف الإيطالي كرامشي 1891 الذي أشاعه بسبب غلبة الإشتراكية، والذي سجنه حقير التاريخ موسوليني). وعرف زيدان الثقافة: نمط من حياة جماعة من حيث المعارف واللغة والعادات والتقاليد، مؤكداً: المثقف المعارض شهوة صبيانية، ليس بالضرورة كل مثقف معارض، هناك شكسبير وهيجل وإبن سينا.. مثقفون عظماء.. ليسو معارضين، مشيراً الى أن: الثقافة العربية واحدة، مع فوارق محلية، لكن القصائد والقصص تقرأ في كل مكان؛ لذا دور الكاتب ليس إقليمياً. وأضاف الفنان محمود أبو العباس: المفكر يوسف زيدان، يقدم إنموذجاً للعقل المتحرر من سياقات سائدة في المجتمع العربي، أتحفنا اليوم بطروحات تجاوزت قوالب التاريخ، مستشهداً بأن الرؤيا والإستبصار بالآتي يخلق مثقفاً عضوياً نحن بحاجة إليه. ولفتت الشاعرة نجاة عبد الله، الى أن: طروحات الدكتور يوسف زيدان، مهمة تستحق الحوار؛ فهي تنبع من فكر جدلي متوهج، إستناداً الى معلومات مستقاة من التاريخ القديم والحديث والمعاصر؛ ما يدل على إبحاره في بطون الكتب، مقتنصاً ما يخدم المثقف، وكلما تحدث تظهر شخصيات روايته «عزازيل» أمامي. وأفاد الشاعر صادق الطريحي( أتفق معه في أن ليس شرطاً أن يكون المثقف معارضاً؛ كي يصبح مثقفاً عضوياً؛ لأن مفهوم الثقافة بحد ذاته، حالة إيجابية عند الإنسان، أي من الممكن أن يقدم المثقف أفكاره ونظرياته في أي فرع علمي أو إنساني من دون الإحتكاك المباشر بالسلطة).