تكريت تناقش أطروحة دكتوراه رائدة في الذكاء الإصطناعي
تكريت - الزمان
في خطوة علمية تُعد الأولى من نوعها في الجامعات العراقية، وفي رحاب كلية الاداب بجامعة تكريت ناقشت حنين سعد سلمان المشهداني اليوم الاحد 25/5/2025 أطروحة الدكتوراه في الدراسات الإعلامية تناولت موضوعًا بالغ الحداثة والحساسية وهو: أثر التربية الإعلامية في تنمية مهارات طلبة الإعلام في التحقق من الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي والمنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي»، معتمدةً على المنهج التجريبي في تحليل وتحقيق الفرضيات البحثية.
وقد تألّفت لجنة المناقشة من نخبة من الدكاترة شكرية كوكز السراج – رئيساً و سحر خليفة سالم – عضواً و عيسى عيّال مجيد – عضواً وجمعة محمد عبد الله – عضواً و إبراهيم صابر عبد العزيز – عضواً وفريد صالح فياض – عضواً ومشرفاً .
ونالت هذه الاطروحة درجة الدكتوراه بتقدير (امتياز) تقديراً لجهود الباحثة ومنهجها العلمي وموضوعها الحديث والمبتكر.
وتعد الأطروحة سابقة علمية وأكاديمية في حقل الإعلام الرقمي بالعراق، انطلقت من الحاجة المتزايدة لتمكين طلبة الإعلام من مهارات التحقق في ظل تصاعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لاسيما في توليد محتوى بصري يمكن أن يضلل الرأي العام أو يساهم في صناعة أخبار زائفة يصعب كشفها بالوسائل التقليدية.
وقد توزعت الدراسة على خمسة فصول رئيسية، بدأتها الباحثة بالإطار المنهجي الذي حدد مشكلة البحث، وأهدافه، وفرضياته، والمنهج المعتمد، إضافة إلى رصد أبرز الدراسات السابقة ذات الصلة، وصياغة تعريفات إجرائية للمفاهيم الأساسية.
وركز الفصل الثاني على مفهوم التربية الإعلامية ومهاراتها، وأبرز أهمية ترسيخ هذه التربية بين طلبة الجامعات في ضوء التحولات الرقمية المتسارعة. أما الفصل الثالث فكان مخصصًا لدراسة الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي وآليات التحقق منها، بما في ذلك أشهر الأدوات المستخدمة لتوليد الصور، ومخاطرها، وسبل رصدها وتحليلها.
أما الفصل الرابع، فقد قدم دراسة تحليلية لعينات من الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كاشفًا عن أن الصور التي تركز على الأشخاص جاءت في المرتبة الأولى بنسبة 32.84 %، تليها الصور التي تركز على الحيوانات بنسبة 13.79 %.
وفي الفصل الخامس، تناولت الباحثة دراسة تجريبية على عينة من طلبة الإعلام، وبيّنت النتائج وجود تحسن إحصائي دال في مهارات التحقق والتحليل بعد خضوع الطلبة لتدريب تربوي إعلامي متخصص، مما يدل على فعالية التربية الإعلامية في تعزيز قدراتهم النقدية والرقمية.
نتائج تجريبية
وأظهرت النتائج التجريبية أن هناك فرقًا دالاً إحصائيًا بين درجات الطلبة في الاختبارين القبلي والبعدي، لصالح الاختبار البعدي في كل من مهارة الوصول إلى المعلومات ومهارة تحليل المحتوى البصري، مما يعزز فرضية أن التربية الإعلامية تلعب دوراً محورياً في مقاومة التضليل البصري الرقمي.
واختتمت الباحثة دراستها بعدد من التوصيات العملية، من أبرزها إدخال مفاهيم التربية الإعلامية في مناهج كليات الإعلام والصحافة، وإنشاء مراكز وطنية للتحقق الرقمي، خاصة في ظل تنامي المحتوى الزائف الناتج عن أدوات الذكاء الاصطناعي.
كما أرفقت الأطروحة بعدد من الملاحق، منها أدوات الدراسة، والشهادات الدولية التي حصلت عليها الباحثة في مجال التربية الإعلامية وتدقيق المعلومات، وصورًا توثق الجلسات التدريبية التي أُجريت مع العينة التجريبية.
وقال اكاديميون ان (الأطروحة تعد كذلك علامة فارقة في مسيرة البحث الأكاديمي في العراق، إذ تواكب أحدث التحديات التي تواجه الإعلام المعاصر، وتطرح حلولًا قابلة للتنفيذ من خلال الجمع بين النظرية والتطبيق، والتحليل والتجريب، في سبيل إعداد جيل من الإعلاميين يمتلك أدوات الوعي والتمحيص في عصر الصور الزائفة).