الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ساسة مسيحيون أم قراد يعتاشون على دمائهم؟

بواسطة azzaman

ساسة مسيحيون أم قراد يعتاشون على دمائهم؟

كوهر يوحنان عوديش

 

التنافس اللاشريف على الزعامة والمناصب وامتيازاتها خلق حالة من التشتت واللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية وانعدام الشعور القومي/ الديني بين المسيحيين ( كلدان سريان اشوريين )، اضافة الى محاولة احتوائهم وتهميشهم سياسيا وتشريعيا، كلها اسباب نهايتها نتيجة حتمية وهي انقراضهم من موطنهم الاصلي.

لا يمكن، وليس من الانصاف، القاء لوم كل ما حصل/يحصل للمسيحيين من تهجير وسلب للحقوق على الاطراف الخارجية فقط، لان بيتنا القومي/الديني لم يكن مرتبا يوما وكل دعائمه كانت مهترئة ومبينة على المنافع والمصالح الشخصية، والامثلة على ذلك كثيرة جدا بحيث لا تعد ولا تحصى لكن سنذكر البعض منها على سبيل المثال وليس الحصر، فبينما كان المسيحيين يتعرضون الى ابشع هجمة تهدد وجودهم من قبل تنظيم داعش الارهابي كان بعض ممثليهم في مجلس النواب العراقي يطالب بمنصب نائب رئيس الجمهورية كتعويض عما يحصل لهم من ابادة في سهل نينوى!!! ( وكأن كل معاناة ومآسي المسيحيين كانت ستنتهي بتسنم سيادته لهذا المنصب ).

بطاقة وطنية

وفي اقسى ضربة تلقاها المسيحيون والمكونات غير المسلمة من اعلى سلطة تشريعية في العراق الجديد لم نتلمس اي رد فعل مناسب وقوي وجريء من نواب الكوتا المسيحية! المحترمين والمشاركين في الحكومة المركزية عندما مرر مجلس النواب العراقي قانون البطاقة الوطنية الموحدة، والذي ينص في المادة (26 ) ( اولا:- يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقا القانون. ثانيا:- يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين )، علما ان هذا القانون يناقض الدستور الذي يضمن حرية التعبير والاختيار والمعتقد.

اما سياسة احزابنا القومية وشخصياتنا السياسية فكانت معروفة للجميع، وهي تكريس قضيتنا القومية/ الدينية لتحقيق المصالح الشخصية فقط، فالجلوس والبكاء على اطلال امبراطورياتنا الزائلة واثارة النعرات الطائفية والقاء الخطب النارية ونشر كل هذا الكم الهائل من السموم الفيسبوكية وتطيير كل هذه البالونات والفقاعات الغازية التي تنفجر فور اطلاقها بوجه مطلقيها قبل غيرهم لتبث كل هذه الرائحة النتنة المشبعة بالحقد والكراهية ضد نفسنا وضد الاخر، ما هي الا وسيلة لجذب الانتباه وتعظيم الذات يكون المتضرر الوحيد منها هم المسيحيين ككل فقط.

فلو قيمنا سياسة احزابنا القومية لحد اليوم بحيادية دون تعصب او تطرف وبعيدا عن المصالح الشخصية سنصل الى نتيجة واحدة مخجلة وهي استثراء فئة انانية انتهازية على حساب الملايين عبراستغلال عواطف ومشاعر المسيحيين بابشع صورة، وكل انجازاتهم تختصر ببضعة امور ثانوية لا ترتقي الى حجم المسؤولية التي تبنوها، فالتكلم بلغتنا الام والاحتفال باعيادنا وجعلها عطلا للمسيحيين ليست صدقة او احسانا ولا هي ثمرة نضالكم المشين كما تدعون بل تعتبر ابسط الحقوق التي تكرم بها اصحاب السلطة على شعب مسكين مسلوب الارادة لذر الرماد في العيون والسكوت عن امور اهم بكثير من هذه التوافه، فاذا كنتم مناضلين ومدافعين عن حقوقنا القومية/ الدينية لما كنتم تسمحون بمرور التشريعات والقوانين التي تمس معتقداتنا وتسلب حقوقنا وارداتنا وحريتنا ( مثل قانون اسلمة القاصرين ) وانتم تحت قبة البرلمان تتباهون بتمثليكم لشعب هجر اكثر من مليون شخص منه امام انظاركم.

حقوق شعب

لا يمكن حفر نفق بدبوس، ولا يمكن ارجاع الزمن للوراء، لكن لايمكن ايضا السكوت عن حقوق شعب كامل مقابل امتيازات لبضعة اشخاص اهدافهم ونياتهم واضحة وضوح الشمس في منتصف النهار، فلو كان المتسلطين على رقابنا يملكون ذرة حس قومي/ ديني ولديهم ادنى فكرة عن مباديء السياسة لما كان حالنا هكذا وما كان مصيرنا مرهون بقرارات بائعي الذات.

كلنا نعرف ان اعادة الماضي امر مستحيل، وان حجمنا وقوتنا لا يسمحان لنا بفرض شروطنا وقراراتنا، فلا يهم ما كان شعبنا عليه وكم كانت حدود امبراطوريته قبل الاف السنين، بل المهم هو كيف نعيش الحاضر ونضمن المستقبل للاجيال القادمة، لذلك على كل يدعي ويتعاطى السياسة ان يعي هذه الحقيقة ويفهمها ويدرك جيدا ان اي تصعيد واستغلال القضية والمساومة عليها لاحتكار المناصب والتمتع بامتيازاتها ليس لصالح شعبنا ويعرض وجودنا الى الزوال.

همسة :- عن حقكم لا تسكتوا وعلى غيركم لا تزايدوا وبدماء المسيحيين كفاكم تتاجروا.

 


مشاهدات 18
الكاتب كوهر يوحنان عوديش
أضيف 2025/05/12 - 4:00 PM
آخر تحديث 2025/05/13 - 2:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 218 الشهر 15534 الكلي 11009538
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/5/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير