الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إلى من يهمه الحق

بواسطة azzaman

إلى من يهمه الحق 

رحيم الشاهر

 

قيل لي : عرف الحق، فقلتُ : ماانا بمعرفٍ للحق،قيل لي: قُلِ الحق ، قلتُ ماانا بقادر على قولِه ؛لأن حروفه تلجم الفم ، قيلَ لي : صف الحق ، فقلتُ: ماانا بقادر على وصف حرفٍ من حروفِه، فقيل لي: هون على الحق، فقلتُ :ماهو بهين ،ثم انطلقتُ أقول:

هل تعلم أن الحق من الكلمات التي نرددها جيلا عن جيل ، وحقبةً عن حقبة، وصفحة عن صفحة، وكتابا عن كتاب، ومجلدا عن مجلد،ولسانا عن لسان، وتفكراً عن تفكر ودلالة عن دلالةٍ، ولكن لاتعريف له لافي متن الفكرة، ولا في عمقها، ولا في هامشها ، ولا في مصدرها ولا في مرجعها ،ولا في (طرزانها)، ولا في ( سوبرمانها) فما هو العجب في هذه المفردة؟!، ولعله سر لأول مرة أكشفه بوثيقة الحق الخفية ، وهذا تعلمته بإذن الله تعالى ،من أداتي التي ابتكرتها أداة، وسلوكا، ومقولتي( جواب يبحث عن السؤال)، وأداتي الأخرى (معنى المعنى)، وأداتي (مقولتي) :( قبل ان تفكر اعرف كيف تفكر) ، وجرب ان تختزل الفكرة، وتسأل نفسك ، ماهو تعريف الحق؟ ستجد ان صعقة ما ترفعك كما تُرفع القشةُ في الهواء ، ثم ترميك في منطقة خارج المدار، وستشعر ان صعقة (كهرومغناطيسية) تشتت أفكارك نتيجة لاصطدام الوعي مع اللاوعي ، واللفظ مع المعنى ،والمُحاولة مع الفشل ، والسبب لأن الحق اسم تشريفي لاتعريفي ، يعرفه العقل ، وتمجده الفطرة ، وتتناقله المواقف ، والنصوص ، والروايات ، والأحداث ، ولا تستطيع ان تتجاوز (خطه الأحمر) (التعريف) ، وكلما اجتهدتُ في هذه المسالة الخطيرة المقلقة ، أخبرتُك بتوضيح شرفني الله تعالى به!،

العلم المكنون

فالحقُ من مفردات العلم المكنون ، ادخره الله تعالى لنفسه اسما ، ولمعجزاته تحديا ، وليوم حسابه فاصلا ، وليوم شبهاته تمحيصا ، قال تعالى: « أحَسِبُ الناسُ أنْ يُترَكُوا أنْ يقولوا آمَنا وَهُمْ لايُفْتَنُون»(العنكبوت- 2-) « وَلَقدْ فَتَنّا الذينَ من قَبلِهمْ فَلْيَعلَمَنَّ اللُه الذينَ صَدَقُوا وَلْيَعلَمَنَّ الكاذِبين )، العنكبوت-3-)، ومن صفات الحق ، انه ينفعك وضوحا وينصرف عنك تعريفا، فأنت تعرف الحق في محرك اللاوعي، ولكنك في محرك الوعي ، تعجز عن ان تضع له تعريفا ، فهو اسم آلة مثل السيف ، والخنجر والسكين ، الخ يستخدم ثوابا وعقابا، وأنت يستحيل عليك ، ان تجمع بين الثواب والعقاب في تعريف واحد ،مجنونا كنت ، ام عاقلا! ثم أضيف لك ، الحق هو التعريف، فكيف يعرف التعريف، فإن عرفته ستقع في مطب ( وفسر الماء بعد الجهد بالماء)، وهذا تعلمته بإذن الله من (مقولتي الفنتازية): (أنا أول شخص ظهر على سطح العقل)، فالحق مدرك حسي ، لمسي ذهني مددي ، تجريدي، ذاتي ، موضوعي، يخبرنا وضوحه عن مدى الغبار الذي تراكم فصنع حقيقتين (توأمين): حقيقةٌ صادقة ، وأخرى كاذبة (وهذا تعلمته من منطق المنطق)! ، وان تراكم الغيوم ، لايعني أن الشمس غائبة،بل موجودة ولكنها مختفية! ،( فمن قال: الشمس خلف الغيوم غائبة ، فهو صادق، ومن قال : الشمسُ خلف الغيوم ظاهرة ، فهو صادقٌ أيضا)( وهو مما تعلمتُه مما تعلمتُه) فالحق بهذا الوصف، أعطاك موضوعه، واختفى عن ذاته كي يبقى مقدسا في كل زمان ومكان ، وأخطر ما واجهني في هذا الجحيم ، هذا السؤال أيمكن للإنسان أن يكون على حق ولكنه مفسد؟ ج/ نعم عندما يخلُطُ بين نكرةِ المعلومةِ ومعرفتها!(وهذا لاتتفقه به الا اياتٌ اسميتها بطرحي: آيات الحاسة القرآنية السابعة!)، قال تعالى: « وإذا قِيلَ لَهمْ لاتُفسِدُوا في الأرضِ قالُوا إنَّما نحنُ مُصلِحونَ « (بقرة- 11 ) « ألا إنهمْ هُمُ المُفسِدونَ وَلَكنْ لايَشعُرونَ»( بقرة -12) ، وقد وجدت أن للحق نوعين من الآيات:النوع الأول اسميتُه: الآيات العينية كقوله تعالى:» قُلْ إنَّ ربِي يَقذِفُ بالحقِ عَلاّمُ الغُيُوبِ» (سبأ-48) ، وقوله تعالى:» إنَّ اللهَ هوَ الحقُ المُبينُ» (نور-25)، استخدم تعالى في هذه الآية الصفة ، وصفة الصفة ، تميزا عن الحق غير المبين ، وهي جدليات (الميتافيزقيا) التي مازالت تشغل العقول وأما الآيات البينية للحق ، فهي قوله تعالى :» أفَتُمارُونَه عَلى مايرى»(النجم:12) ، وقوله تعالى :»ألَمْ تَرَ إلَى الذِي حَاجَّ إبراهيمَ في ربِّهِ أنْ أتاهُ اللهُ المُلكَ إذْ قالَ إبراهيمُ ربي الذِي يُحْي ويُمِيتُ قال إنا أحي وأمِيتُ قالَ إبراهيمُ فإنَّ اللهَ يأتي بالشمسِ من المَشْرقِ فأتِ بِها من المغربِ فَبَهُتَ الذي كَفَرَ واللُه لايهدي القومَ الظالمينَ « ( البقرة- 258)، ومن اللافت للتدبر، ان الرواد عرفوا الأشياء بالحق ، وانصرفوا عن بقية المعنى فهو لايُعرف ؛ لأنه شاهد على الكلمات ، ومن محاولات تعريفي له: كلمة جلية التأليف ،عظيمةُ التوصيف ، عصيةُ التعريف ) ، ومن تعريفاتي للحق: هو القدرة على التمييز بين الزيف والحقيقة ، تلافيا للفتنة والشبهة في عوالم: الدين ، والجمال، والنفاق، والخوف ، والحياء،( قال تعالى : والله لايستحي من الحق)( الأحزاب-53) وهذه محاولة مني لتعريف الحق ، فإن نجحت بها ، فبها ، وإن (تفاشلت) ، فقد أثبتُ أن الحق ليس له من يعرفه سوى إرهاصاته اللاهوتية فيما وراء الطبيعة ،فلو استقرت الكلمات على تعريف الحق ، لقضي الأمر، ( وانشق القمر)(القمر-1-)، ولقامت الساعة ، ولنُفخ في الصور ، وبُعث من في القبور، ( وزلزلت الأرضُ زلزالها)( زلزلة -1-)، وهنالك مااسميه (حق الظل) ، وهو عندما تخلط بين الشك والإيمان ، وتترجم ذلك الى سلوك شنيع من حيث ، لاتدري ، وهذا ليس من جيبي إنما ابتكره لك من القرآن الكريم ، قال تعالى : « وما أكثرُ الناسِ ولو حَرصْتَ بِمُؤمنينَ «(يوسف : 103) ، « وما يؤمِنُ أكثرُهُم باللهِ إلاّ وهُمْ مُشركونَ يوسف-106) ،» وكأيِنْ مِنْ آيةٍ في السماراتِ والأرضِ يَمُرُونَ عليها وهُمْ عنها مُعرِضُونَ».


مشاهدات 36
الكاتب رحيم الشاهر
أضيف 2025/05/10 - 12:19 AM
آخر تحديث 2025/05/10 - 4:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 296 الشهر 11545 الكلي 11005549
الوقت الآن
السبت 2025/5/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير