الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الشيطان يصطحب أطباء وصيادلة

بواسطة azzaman

الشيطان يصطحب أطباء وصيادلة

عادل سعد

 

لستُ قاضياً ، ولست مخولاً من جهة رقابية ، أن أعطي دروساً في الشرف المهني  ،ولكن ازعم لنفسي انني متابع يواظب على ملاحقة الفساد بأنواعه الميدانية ، لا  وفق تصنيف اكسفورد  ،بل وفق مصنفات عراقية  تبدوخارج تغطية هيئة النزاهة 

لقد توفر لي المزيد من اليقين ، أن الفساد الذي يضرب  الخدمات الصحية يتقدم القائمة .

هذا النوع من الفساد بات  واحداً من أشر ، بل أرذل انواع الفساد على الاطلاق .

التشخيص يستند  الى معطيات ميدانية توفرت لي ،وكذلك  من اطلاعي على مرويات من  آخرين أمناء  في ملاحقة الواقع الطبي العراقي العام  وقد توصلوا الى خيوط سميكة بعد تقصٍ  وبحثٍ وتحرٍ .

بتوضيح أكثر ، كيف  يتورط الطبيب بالفساد ؟  ، الطبيب الذي يستسهل التشخيص  ،أي يمتنع من صرف المزيد من الوقت للمريض لأن في عيادته  مرضى كثار  ينتظرون دورهم ، هكذا يتجاوز على حقوق الدقة  في التشخيص ويبني قراراته على الاعراض المرضية السطحية  مع إن هناك الكثير من الامراض تتشابه  في أعراضها الظاهرة ولا ينكشف سرّها ألا بالتحري .

والطبيب الفاسد حين يعقد صفقة منافع متبادلة مع  صيدلي فاسد ينظر الى مهنته بعقلية تجارية فحسب  ،أولوياتها أحداثيات السوق في الربح المفتوح ، يُبقي على أدوية منتهية الصلاحية تحت اليد ، أو مهربة ليصرفها بأسعار باهظة من خلال طبيب فاسد  يحرر  وصفات بها ،وإذا كانت نقابة الصيادلة تقوم بغارات  مفاجئة على الصيدليات لقياس مدى التزام أصحابها بحقوق المريض من الدواء السليم فان صيدليات وظفت مندوبين مهمتهم  جلب الدواء من مخازن لا يعلم بها  الا الصيدلي وذلك المندوب ، ولا تمضي سوى دقائق ويكون الدواء امامك .

لقد أكتسب صيادله خبرةً في مناورات تسويق  الادوية  ، وهناك  روايات عن صفقات   بين الطرفين  يحظى من خلالها الاطباء بعمولات   ، سيارات فارهة ، أو سفرات سياحية ، أو مبالغ مالية نقدية كلها تستحصل فواتيرها من المريض  .

الرقابة ضرورية والعقوبات لابد منها  ، لكن اللصوص يبدلون أحذيتهم بأستمرار لتمويه أثارها .

المفتقد في ذلك  ،شرف الطرفين ، الطبيب والصيدلي  ، وهنا تكمن العاهة    والمؤلم المضاف ،وجود   مسالك أخرى لهذا السلوك المشين يتمثل بأدلاء مهماتهم المكوث عند مداخل مجمعات العيادات  لأصطياد  مرضى وجلبهم (مخفورين) لهذا الطبيب أو ذاك مقابل عمولات .

بخلاصة  معلوماتية تحليلية ، فساد الاطباء طامة كبرى  لن  يستطيع القضاء عليها نهائياً  الا الله   واذا كان الشيطان يستيقظ مبكرا ويمارس مهنته بالغواية  وتكوين الثروات  الحرام  لافرصة للاصلاح  الا من خلال تصنيع ضمائربمواصفات النزاهة وتلك صناعات هداية وكفاف  وحضورنبيل  بات الان بضاعة  كاسدة مع الاسف 

المداهمة وغارات الرقابة الناجحة لا قدرة   لها في تفكيك كل هذه المافيات المبطنة التي تعرف دروباً  بما فيها تسريب الادوية من صيدليات المستشفيات الحكومية وبيعها في (الاسواق البيضاء) تماماً  كما تتسرب الكتب المدرسية وتجدها تحتل صدارات اسواق المكتبات.

الفرصة الوحيدة الناجعة  ، انتزاع اقدام الشيطان من ضمائر هؤلاء الفاسدين وتلك مهمة على درجة من الاستعصاء  ،لاتجد حلاً لها الا من خلال توظيف الرحمة.


مشاهدات 41
الكاتب عادل سعد
أضيف 2025/05/06 - 3:45 PM
آخر تحديث 2025/05/09 - 7:03 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1025 الشهر 10973 الكلي 11004977
الوقت الآن
الجمعة 2025/5/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير