نوفل.. الشخصية العقلانية
جاسم محمد حمزة الجبوري
تَرْبُطُني بالإعلامي المعروف نوفل عبد المجيد الخفاجي عَلاقة صداقة متينة تمتد إلى اكثر من عقدين من الزمن بُنيت على أساس الثقة والمودة والاحترام فبناء الثقة في العَلاقات دليل شامل على استمرارية العَلاقة وتعزيز التواصل بين الأصدقاء ، وقطعاً إنّ العَلاقة عندما تمضي على هذا النمط أو الاتجاه الصحيح لن تتعرض للانهيار مطلقاً .
زميلي الخفاجي في الشدائد والأزمات سبّاق إلى أعمال الخير وصناعة المواقف الشريفة التي بيّنت لنا مَعْدِنه الأصيل وأخلاقه وقيمه الجميلة التي اتخذها دليلاً لتمييز ما هو صحيح ممّا هو خاطئ في حياته اليومية وقواعد لبناء شخصيته العقلانية وعن طريق استقرائي لسيرته وجدتهُ رجلاً إنسانياً ورحيماً والأهم من ذلك أنّه محب لوطنه ، ووطني صادِق ويعمل دائماً على تعميق ثقافة حب الوطن وترسيخها بين أبناء المجتمع الواحد .
هذه المواقف المضيئة لمعلّمنا مازالت باقية في الضمير لاسيما في قلوب الشرفاء الذين ينشرحون صدراً تُجاه هذه السلوكيات التي تُجسّد شرف المهنة وكرامتها، ومدحي هذا لم يكن تزلُّفاً له لقضاء مصلحة أو حاجة ، بل واقِعاً ملموساً تمخض عن تجربة وكما أدركت مدى الصّدق في قول الشاعر:
لا تَمْدَحَنَّ امرءًا حتى تجرّبَه
ولا تَذُمنَّه من غير تجريب
(فالرجال مخابر وليس مناظر) فالشكل لا يَدُلُّ على الداخل فكلاهما حالة تختلف عن أخرى ولا كلام الناس كافٍ للحكم على رجل بالجيد أو السيئ من دون دليل وإنَّما الاختبارات والمواقف والتناسق بين الأقوال والأفعال هي الجهاز الكاشف عن وجود شخصيات حقيقية في البشر أو على العكس من ذلك .
صديقي الفاضل الأستاذ نوفل سلوك إعلامي مثالي يجب اتباعه أو الاقتداء به وصِحافي مشهور ومعروف على صعيد محافظة كربلاء وأخواتها المحافظات الأخرى وكان من المسهمين الأوائل في إرساء مبادئ الصّحافة في كربلاء وشغل مناصب عدة في مجال مهنة المتاعب في المحافظة ذاتها قبل عام 2003 ولمدى طويل ممّا أكسبه ذلك خبرة كبيرة ومعرفة في مختلف فضاءات عالم الصّحافة، لذا أصبح مَرْجِعاً يُقْصَد إليه للاستشارة في توضيح بواطن الأمور المرتبطة بهذا الحقل حقل الصِّحافة والإعلام.اللَّهُمَّ أَكْرِمْهُ بالصِّحَّة والعافية طُولَ عُمُرِهِ، وبارِكْ له في حياته، وارْضَ عنه، وارْحَمْهُ، واهْدِهِ إلى سواء السَّبيل، وأَدِمْهُ لنا شيئاً جميلاً لا ينتهي.