الفاتيكان يعلن سبب وفاة الحبر الأعظم وتوقّع مواراته في كنيسة مريم الكبرى

السيستاني يجدّد في وداع البابا فرنسيس الدعوة لتوحيد الجهود الإنسانية

بغداد - ندى شوكت

النجف - سعدون الجابري

أعرب المرجع الديني علي السيستاني، عن بالغ الأسى لوفاة الحبر الأعظم البابا فرانسيس، مشيداً بدوره البارز في خدمة قضايا السلام والتسامح.  وأكد بيان لمكتب السيستاني تلقته (الزمان) أمس إن (البابا الراحل كان يحظى بمكانة روحية رفيعة لدى شعوب الأرض واحترامه الواسع في الأوساط الدينية والإنسانية)، وأضاف إن (اللقاء التاريخي الذي جمع المرجع السيستاني بالبابا في النجف، شكّل محطة مهمة في تأكيد التلاقي بين الأديان على الإيمان بالله تعالى، والتمسك بالقيم الأخلاقية لمواجهة التحديات الكبرى التي تعصف بالإنسانية في العصر الراهن).

ثقافة التعايش السلمي

وأشار إلى (أهمية الجهود المشتركة في ترسيخ ثقافة التعايش السلمي ونبذ مظاهر العنف والكراهية، وتعزيز الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات والمذاهب المختلفة)، مؤكداً أن (المرجعية العليا تتقدم بتعازيها الصادقة ومواساتها لأتباع الكنيسة الكاثوليكية في هذا المصاب الأليم، وتدعو الله أن يمنّ عليهم وعلى الإنسانية جمعاء بالسلام والطمأنينة والرحمة). فيما قدم رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، التعازي والمواساة بوفاة البابا فرانسيس. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس (تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ رحيل الحبر الأعظم، بعد سنوات من العمل قضاها في خدمة الإنسانية)، وأضاف إنه (في الوقت الذي نقدم تعازينا الحارة للإخوة المسيحين في العراق والعالم، نستذكر معا مواقفه المؤيدة للعراق وتضامنه المستمر مع العراقيين داخل وخارج البلد)، واستطرد بالقول (لقد كان الراحل نموذجاً كبيراً للإنسانية وعمل على إشاعة روح التسامح وقيم المحبة).

وعزّى رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني، بوفاة بابا الفاتيكان، معرباً عن بالغ حزنه وعميق أساه لرحيل صوت الرحمة والوحدة الإنسانية.

وقال البارزاني في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (العالم خسر برحيل قداسة البابا شخصية دينية بارزة كرّست حياتها لنشر السلام وتعزيز قيم التسامح والتعايش بين الشعوب)، وأضاف (نتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى الفاتيكان وعموم أتباع الكنيسة الكاثوليكية في كردستان والعراق والعالم)، مشيراً إلى (لقاءاته الخاصة مع قداسته في روما، والزيارة التاريخية التي أجراها البابا إلى أربيل عام 2021)، مؤكداً أن (اللقاء الجماهيري الكبير الذي ترأسه البابا في أربيل بعث برسالة واضحة للعالم بأن المسيحيين ينعمون بالحماية والاحترام الكامل في كوردستان). وكشف الفاتيكان، عن سبب وفاة البابا فرانسيس. وقال الفاتيكان في بيان مقتضب أمس إن (البابا فرانسيس توفي بسبب سكتة دماغية وقصور القلب). وأعلن الفاتيكان اول امس، وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز الـ88 عاماً، وذلك بعد معاناة من مشاكل صحية. في تطور، أكد رئيس أساقفة أبرشية أربيل للكلدانيين بشار وردة، إنه من سيخلف البابا فرنسيس، سيكون عبر عملية انتخابية يشارك بها الكرادلة الذين يحق لهم ذلك.

انتخاب بابا جديد 

وقال بشار وردة في تصريح أمس إن (مراسم تشييع البابا الراحل ستُقام وفق تقاليد وروح بسيطة، تماشياً مع تعليماته)، مشيراً إلى أن (عملية انتخاب البابا الجديد ستبدأ لاحقاً بدعوة الكرادلة، وسط إجراءات دقيقة ومعروفة)، وأضاف إنه (بالتأكيد بعد خبر إعلان وفاة البابا، تبدأ المراسم عادة خلال هذه الفترة، وهناك بعض الطقوس والترتيبات التي تُهيأ للنعوش وأيضًا للدفنة، من ضمنها الغُسل وغيرها من هذه الإجراءات)، وتابع إن (هناك عرفاً نسميه المشاهدة أو الرؤية الأخيرة أو نظرة الوداع، وهو تقليد موجود، حيث يُسجى الجثمان للنظرة الأخيرة من قبل المؤمنين والزوار)، ولفت إلى إن (قداسة البابا فرنسيس، قبل كل هذه الفترة، أصدر جملة من التعليمات لتبسيط هذه المراسيم، التي كانت تتواصل لمدة تسعة أيام، وأيضاً الصلاة الجنائزية كانت أكثر مطولة، لكن البابا أوصى بأن يتم تبسيطها وتكون مثل صلاة جناز تُقدَّم لأي من المؤمنين)، وأوضح بشار وردة إنه (جرى العرف أن تكون المواراة في سراديب بازيليكية القديس بطرس في الفاتيكان، لكن البابا طلب بشكل خاص أن يتم دفنه في كنيسة مريم الكبرى الموجودة في روما، وهذا تقليد جديد أو نسميه عرفاً جديداً،  لذلك سنشهد مراسم أبسط مما كانت في السابق).