المغتربون يحتفلون في الكنائس ويلمسون إستقراراً أمنياً غير مسبوق

مسيحيو نينوى يحيون أبرز أعيادهم الدينية وسط دعوات بإحلال السلام

الموصل - سامر الياس سعيد

عاد عشرات المغتربين العراقيين من ابناء المكون المسيحي لقضاء عطلة عيد القيامة التي احتفل بها جميعهم امس (الاحد) في ربوع مناطق بلداتهم الاصلية قبل اتخاذهم لقرار الهجرة ومغادرة البلد حيث عبروا عن فرحتهم بقضاء عيد القيامة وسط اهلهم واقربائهم متمنين ان يديم الله السلام على ربوع الوطن  وقال يوسف توما القادم من كندا والذي احتفل بالعيد في بلدته باطنايا ان (عيد القيامة في الوطن له نكهة خاصة) مشيرا بانه (ترك بلدته منذ العام 2010  قبل ان يستوطن بشكل مؤقت في الاردن ويغادرها الى كندا في عام 2014 بعد رحلة مريرة من عدم الاستقرار) وتابع توما انه (برغم مرور اكثر من عقد على مغادرته لبلدته لكنه يشعر بالحنين حيث تقوده تلك المشاعر للعودة وقضاء فترة عيد القيامة في ربوع الوطن وقضاء اغلب بزياراته العائلية سواء في بلدته باطنايا او في مختلف البلدات التي يتواجد فيها اقربائه كبلدة عنكاوا او مدينة دهوك ). بينما يقول فادي ابراهيم القادم من استراليا بانه (مهما مر على العراقي المغترب فترة وهو بعيد عن وطنه لكنه في المحصلة لايستطيع العيش والذكريات التي كان عليها في الوطن تحاصره من كل جانب) وتابع  (صحيح اننا مرتاحون ونعيش امانا نسبيا في مناطق اغترابنا كمدينة ملبورن الاسترالية لكن هنالك الكثير من الاشياء التي نفتقدها بعد مغادرتنا لمدينتنا الموصل ) واضاف(من تلك الاشياء التي نفتقدها  لمة العائلة  بالمقارنة مما كانت عليه حياتنا في عام 2003 حيث كنا نحتفل باجواء غاية في البهجة والسعادة  حينما تجتمع عائلتنا  في مائدة العيد ويلهو الاطفال بيننا).

مسيرة إغتراب

اما سمير يوخنا فقال  انه (عاد الى بلدته عنكاوا بعد مسيرة اغترابية دامت نحو 15 عاما)  وقال (اخترت قضاء فترة العيد لانها فترة نلتقي فيها من اشقنا اليهم )ويقول (منذ عودتي الى  العراق في مطلع نيسان الجاري  وزياراتي العائلية لم تنقطع فهنالك من الاقرباء من يقطن عنكاوا واخرون في قرى بمدينة دهوك مثل مانكيش وكاني بيلافا اضافة الى من هنالك من عاد الى بلدته في تللسقف لذلك احرص على لقائهم ومعاودة الذكريات التي كانت تجمعنا قبل مغادرتي للوطن ). ويقول القس يوسف عزمي ان (الكثير من المغتربين اضافوا لنكهة عيد القيامة نكهة مغايرة بعودتهم ومشاركتهم لاقرانهم من ابناء الوطن  والكثير منهم يحرص على المشاركة بالاسبوع الذي يسبق الاحتفال بعيد القيامة مثلما المشاركة بمسيرة السعانين التي شهدتها بلدة القوش وهنالك موكب خاص بالاخوة المغتربين الذين يعودون وكلهم شوق وحنين الى الطقوس التي كانوا يمارسونها قبل مغادرتهم لبلدتهم  اضافة للمشاركة من جانب المغتربين بخميس الفصح او الاسرار والجمعة العظيمة وصولا الى سبت النور وهو الليلة التي تسبق الاحتفال بعيد القيامة)، وتابع القس عزمي (هنالك الكثير من المغتربين ممن يصعب عليهم اللحاق بطقوس كنائسهم في بلدات الاغتراب فهنالك الكثير منهم يقطن مناطق نائية او في اطراف المدن الاوربية التي استقروا فيها لذلك يحرصون على قضاء فترة الاعياد والاحاد في بلداتهم كنوع من التواصل الديني او التواصل مع الطقوس التي افتقدوها وهم في بلدان الاغتراب حيث تمثل فرصة عودتهم لمدنهم الاصلية بمثابة مد جسور التواصل بين ماضيهم وحاضرهم الذين يتمنون من خلالها عدم قطع الصلة التي تربطهم بعراقهم الذي غادروه). الى ذلك ترأس الاب جورج جحولا الذبيحة الالهية (القداس الاول) بمناسبة عيد القيامة في كاتدرائية الطاهرة الكبرى ببغديدا عصر السبت بمعية الاب روني موميكا ومشاركة الشمامسة وحضور جمع غفير من المؤمنين.. كما نظّمت منظمة المجموعة الكندية التكاملية بالتعاون مع جمعية باطنايا الكلدانية / كندا، فعالية إنسانية بهيجة في قاعة كنيسة مار يوسف الكلدانية في قرية باطنايا، العراق.حيث تم توزيع الهدايا على أطفال روضة باطنايا وطلبة المرحلة الابتدائية. بحضور الخور أسقف الأب فريد كينا، راعي كنيسة مار قرياقوس الكلدانية والذي بارك المناسبة بكلمات محبة وسلام، مؤكدًا أهمية إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال في هذه الأيام المقدسة.وتم توزيع الهدايا على أكثر من 100 طفل، وسط أجواء من الفرح والبهجة، في بادرة تهدف إلى دعم الأطفال نفسيًا واجتماعيًا، وتعزيز الروح المجتمعية والتضامن بين أبناء الجالية داخل الوطن الأم.وفي كنائس بغداد  اقيم قداس عيد القيامة المجيد وشهدت  كنيسة سيدة النجاة حضورا رسميا .