ذاكرة لبنان التراثية (5)
تقاليد إستقبال شهر رمضان وإحياء لياليه
غفران حداد
لشهر رمضان المبارك تقاليد وعادات دينية واجتماعية متوارثة من جيل إلى جيل، حتى أصبحت هذه التقاليد والعادات جزءاً من المظاهر المألوفة التي ارتبطت بتاريخ لبنان وتراثها الشعبي.
وفي آخر شهرشعبان، تنظم حفلة - شعبانة - حيث تجتمع النساء مع بعضهن والرجال بمفردهم، في البساتين، او على الشاطئ إذا كان الجو ربيعاً، وفي منزل احد المدعوين حين يكون فصل الشتاء وتعد المآدب الشهية المشتركة، ويقرأ القرآن الكريم، والمدائح النبوية، والترفيه بالأحاديث اللطيفة، وسرد الذكريات ، والغناء “ الطقطوقة الجبلية “، وقصائد الآلة الأندلسية إلى حدود زمن قرب أذان المغرب، فيعود الجميع إلى منازلهم.
تسميات مختلفة
وهذه النزهة التي إعتاد البيارتة منذ القدم على تسميتها “سيبانة”، فإنها تختلف من بلد إلى بلد، على الرغم من أن تقاليدها ومظاهرها متشابهة في كثير من المدن الاسلامية. إذ تسمى هذه العادة “الشعبنة” في أرض الحجاز و”الشعبانة” في المغرب و”حق الليلة” في الإمارات وعُمان و”قريش” في الكويت و”الشعبونية” في فلسطين، و”ليلة الناصفة” في بعض أجزاء الجزيرة العربية.
أصل “السيبانة”
يشير المؤرخون أن ظاهرة التنزّه قبل حلول شهر رمضان عرفت قديماً في المغرب بإسم “شعبانة”، لأنها كانت تقام في الأيام العشرة الأخيرة من شهر شعبان، خصوصاً وأن المغاربة يسمون ليلة التاسع والعشرين من شعبان “الليلة الكذابية” لأن رؤية هلال رمضان ليست مؤكدة في تلك الليلة.
فانوس رمضان
في جنوب لبنان وتحديداً في مدينة صيدا، كانت الكثير من المحال تتخصص في صنع الفوانيس لكن اليوم أصبحت فوانيس رمضان التي تغزو جميع المتاجر في بيروت وبقية المدن مستوردة لغلاء مواد صناعتها وقلة الايدي العاملة بهذا المجال
وفوانيس رمضان تحضى باعجاب الصغار والكبار و تستخدم في تزيين الشوارع ومداخل المساجد وعلى شرفات الشقق المنزلية كتقليد سنوي يحافظ عليه اللبنانيون.
سهرات ليالي رمضان
لم تعد لسهرات ليالي رمضان اليوم تتميز باللقاء بين الاهل والأقارب كالتي كانت تتميز به قبل عدة عقود من القرن المنصرم فبعد انتشار اجهزة التلفزيون والقنوات الفضائية أصبحت العوائل يتسمرون في منازلهم امام شاشات التلفزيون لمتابعة المسلسلات الدراميَّة والبرامج الكثيرة التي يتم عرضها فغابت السهرات العائلية التقليدية في شهر رمضان واصبح الكثير من الناس يفتقدون صله الرحم والالفة والمحبة التي كانت تجمعهم قبل تطور الحياة حيث بسبب غلاء الاسعار وتطور الحياة ما عادت لقاءاتهم مثل أيام زمان
حيث كانوا يجتمعون للافطار سوية ومائدة الافطار عامرة من مطبخ وكل سيدة مدعوة في منزل احداهن ويسهرون حتى وقت السحور اما الرجال فكانوا يتسامرون بالاحاديث وكانوا بعد ادائهم صلاة التراويح في الجامع يجتمعون ويلعبون الالعاب الشعب مع بعضهم البعض مثل طاولة الزهر ولعبة المحبس والأخيرة هي لعبة عراقية لا تزال تمارس طقوسها في مدينه بغداد والكثير من المحافظات العراقية الأخرى
وبحضور اشهى الحلويات في مقدمتها البقلاوة و الزلابية كما كان في لبنان قديما يخصص الحاضرين وقتا للموشحات الدينية بل لم تعد لذا لم تعد هذه الطقوس موجودة في المنازل بل اصبح انتشار المقاهي والكافيهات مع انتشار وجود الاراجيل المنتش في كل مقهى تستقطب الساهرين وكل واحد منهم يسهر بشكل منفرد وحسب وقت فراغه
وحتى طقوس المقاهي الشعبية في ليالي رمضان تغيرت اليوم حيث كانت تقدم الفن التراثي الجميل من العاب خيال الظل وكراكوز وهي السينما ايام زمان في ليالي الشهر الفضيل وكانت تقدم تمثليات طريفة و باللهجة العام الى جانب حضور الحكواتي الذي لا يخلو مقهى منه حيث يقص على الحاضرين حكايات عنت وابو زيد الهلالي فيشعل الحماس لدى الحاضرين من خلال تقمصه لابطال حكاياته بحركات يديه ورجليه.
الاطفال في رمضان
كان الاطفال يخرجون بعد وجبات الافطار يلهون ويلعبون في الحارات الشعبية حيث الازقة الضيقة وياخذ كل واحد منهم ليره او ليرتين من ابيه لشراء الحلوى وكانت العابهم بسيطه كالغميضة والطائرة الورقية اما اليوم فكل واحد منهم في يده الهاتف المحمول ويلعبون عبر تطبيقات الالعاب الالكترونية وكل واحد منهم بعيدا عن لقاء رفاق حارته وأقاربه.