حشود غفيرة تحيي جرح وإستشهاد سيد البلغاء في النجف
دعوات إلى التمسّك بنهج الإمام علي القائم على العدل والإيثار والتسامح
النجف - سعدون الجابري
كربلاء-محمد فاضل ظاهر
غصّت شوارع النجف، بالجموع الغفيرة، التي توافدت لإحياء ذكرى جرح واستشهاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فيما ارتفعت أصوات المواكب الحسينية، مرددة كلمات الحزن والأسى، بينما علت رايات العزاء في أجواء روحانية تعكس عمق ارتباط الأمة بسيرة الإمام، الذي سطر أروع ملاحم العدالة والتضحية. وأثنت الحشود المشاركة على (الدور الكبير الذي تؤديه العتبة العلوية والهيئات الدينية في تنظيم مراسم العزاء)، مشيدةً بـ(حرصها على إحياء هذه الذكرى بما يليق بمقام الإمام علي عليه السلام)، وأضاف المشاركون أن (هذه المناسبة تمثل محطة لاستلهام القيم والمبادئ التي ضحى من أجلها الإمام).
إيثار وعدل
واشاروا إلى (ضرورة التمسك بنهجه القائم على العدل والإيثار والتسامح). وكانت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة، قد أعلنت في وقت سابق، البدء بخطّتها الخدمية والأمنية، الخاصة بإحياء ذكرى إستشهاد أمير المؤمنين وليالي القدر. وقال عضو مجلس الإدارة حيدر العيساوي في تصريح أمس انه (أيذاناً ببدء مراسم العزاء في ذكرى إستشهاد الامام، رفعت العتبة، راية الحزن والحداد بهذه المناسبة الأليمة على قلوب المؤمنين)، وأشار الى (إعداد خطّة خدمية وأمنية بهذه المناسبة و ستستمر طيلة ليالي القدر)، وتابع ان (الأمانة العامة للعتبة أعدَّت خطّة متكاملة على الصعيد الخدمي و الثقافي والأمني لأستقبال مواكب العزاء، و جموع الزائرين الوافدين لحرم الإمام علي، المُعزّين بهذه المناسبة الأليمة)، واستطرد بالقول ان (الخطة تضمّنت دعم المواكب الخدمية في المدينة القديمة، من خلال توفير المواد الغذائية و المياه الصالحة للشرب و توفير الدعم اللوجستي للمواكب الخدمية)، ولفت الى (مشاركة أكثر من 300 موكب لإقامة مراسم العزاء في داخل الصحن الشريف وفي محيطه ، كما تم إقامة أربع مآدب كبيرة لإفطار الصائمين الوافدين إلى الحرم، قدمت فيها أكثر من 25 ألف وجبة إفطار في كل سفرة، بمعدَّل أكثر من مئة ألف وجبة إفطار)، مشيرا الى (تهيئة صحن السيدة فاطمة عليها السلام، لأستقبال الزائرين منذ بداية شهر رمضان، من خلال فتح الأروقة الخاصة بالصحن المُطهّر، واروقة المحسن والسيدة رقية وجعفر وآمنة ، وكذلك إقامة مراسم الليالي الرمضانية والشعائر الحسينية داخل تلك القاعات و الأروقة)، وشدد على القول (وجود تنسيق أمني عالي المستوى بين قسم شؤون حفظ النظام في العتبة، والأجهزة الأمنية داخل مدينة النجف، وكذلك قيادة العمليات لتأمين أجواء الزيارة و الحفاظ على سلامة الزائرين)، وأوضح العيساوي انه (ضمن أستعدادات العتبة لأستقبال الزائرين في ليالي القدر، تم توفير أكثر من 25 ألف مصحف بمختلف الأحجام داخل الصحن الشريف وحرم الطاهرة طيلة أيام ليالي القدر المباركة ، بالإضافة إلى توفير الكتب الخاصة بأعمال ليالي القدر المباركة). وكان المحافظ يوسف كناوي، قد التقى قائد الشرطة وعددًا من القادة الأمنيين، لبحث تعزيز الأمن والخدمات لزوار الامام.وقال كناوي في بيان تلقته (الزمان) امس (أصدرنا توجيهات للقيادات الأمنية باتخاذ كافة التدابير اللازمة لتأمين الزيارة وتسهيل حركة الزائرين، مع تأكيد الجهوزية التامة خلال أيام الزيارة)، وتابع انه (تم زيادة أعداد القوات الأمنية في المناطق الحيوية ونشر مفارز إضافية عند مداخل المدينة والطرق المؤدية إلى العتبات المقدسة لضمان سلامة الزائرين، وتأمين الطرق النيسمية المستخدمة من قبل الزائرين وتعزيز انتشار القوات الأمنية فيها لمنع أي اختناقات أو مخاطر محتملة)، مشددا على (أهمية التنسيق المستمر بين كافة القطاعات الأمنية والخدمية لضمان راحة الزائرين وتقديم أفضل الخدمات لهم)، كما اوعز كناوي (بضرورة تفعيل الجهد الاستخباري لمتابعة أي تهديدات محتملة، وتعزيز منظومة المراقبة بالكاميرات لرصد أي تحركات مشبوهة)، حاثا (الجميع على التعاون والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد لإنجاح الزيارة وتأمين الأجواء المناسبة للوافدين إلى المدينة المقدسة). وشهدت محافظة كربلاء توافد الالاف الزوار من اهالي المدينة وخارجها لاحياء ليلة القدر داخل العتبتين الحسينية والعباسية والحسينيات والجوامع من خلال اقامة الصلوات وقراءة القران والدعاء في ظل اجواء ايمانية وروحانية مفعمة بعبق الرحمة الالهية. وقال زائرون لمراسل (الزمان) امس (نحن من محبي هذه الليلة المباركة من ليلة القدر حيث تواصلنا مع هذه الليلة منذ سنوات طويلة ومن هنا يكون مجيئنا من عدة محافظات لاحياء هذه الليلة عند مرقدي الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) حيث نقوم بأحياءها بالاذكار والدعاء وتلاوة القران بهذه الليلة المباركة).
خطة خدمية
واضافوا ان (العتبتين الحسينية والعباسية عملت ومن خلال خطتها الخدمية استعدادا لليلة القدر من خلال العمل على توفير اجواء روحانية وعبادية وتهيئة ما يستلزم بتوفير الظروف الملائمة لراحة الزائرين حيث شملت هذه الخدمات بتوفير وجبات افطار للزائرين وكذلك عملية نقلهم بالاضافة الى توفير مظلات اضافية خارج الصحن الشريف وتزويدها بالافرشة والماء فضلا عن تهيئاة اماكن لراحة الزوار والاستفادة من مشروع التوسعة الذي يحيط بالعتبتين مما وفر اماكن ومساحات واسعة للزوار) مشيرين بالقول (كما وجدنا عدة اجراءات مختلفة من شأنها ان تسهم في انسيابية حركة الزوار داخل العتبات والمدينة القديمة).