الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإستماع إلى الطرفين قبل إصدار حكم

بواسطة azzaman

الإستماع إلى الطرفين قبل إصدار حكم

عماد يوسف

 

الانسان بطبيعته كائن إجتماعي، وبالتالي قد يتضارب المصالح في بعض الأحيان مع اناس آخرين ، ويسعى كل طرف الى ان يستحوذ على الشيء باي وسيلة، أو منع فائدة من انسان آخر نكاية به، وهذا حال النفوس التي لم تتزكى.

لكن، الثابت ان الحياة لا تسير على هوى كل إنسان؛ بل هناك ميزان القيم الانسانية التي تحكم وتضبط التعاملات بين الناس ومنها: العدل ، العدالة، الصدق ، الامانة ، احترام حقوق الناس، الوفاء بالعهد، الآداب العامة ...الخ . وهذه القيم تجد أساسها في الدين، والقانون، والعرف الانساني المُستحسن.

ومما نقف عنده ، ان هناك بعض الناس عندما يعرض أمامهم موضوع معين، أو يشتكون لهم من مسالة معينة، أو ذكر إنسان آخر بسوء، يُلاحظ ان المستمع مباشرة قد أصدر الحكم، وأبدى رأيه، والقى اللوم على الشخص الغائب! فهذا غير منطقي، وغير مقبول على الاطلاق؛ لان المنطق يفرض الاستماع الى الطرف الاخر الذي القي اللوم عليه، فقد يبدي عذرًا أو يقدم دليلًا غير الذي قيل، أو قد يكون كل هذا الكلام بهتانًا، ولا أساس له في الواقع! وتكون المشكلة أكبر وتنتهك الحقوق، وخاصة إذا حصل هذا الامر في المؤسسات الحكومية، ومعلوم ان بيد المدير الصلاحيات التي قد تنفع أو تضر الموظفين.

ومما ينبغي ان نقف عنده، ان العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه. والعدالة تعني المساواة . وهذه القيم لا تطبق في قاعات المحاكم فقط، أو انها من موازين القضاة كما يعتقد البعض ! فهي موازين تكون حاضرة في كل مفاصل الحياة في البيت، والوظيفة، وفي اي مكان .

ولذلك لاحظنا في الواقع ان بعض مدراء الدوائر أو من بيده المسؤولية قد يصدر امرًا اداريًا أو توجيهًا أو يبني على ذلك موقفا يضر بالموظف بناءً على كلام احد الموظفين دون ان يستمع الى الموظف الاخر !! 

وهنا يحصل الظلم لا محالة سواءً كان بقصد أو دون قصد. وكأنما ظرف الحال يقول: ان أول من يدخل عنده ويبدي مظلمته في أي موضوع يكون الحق معه! وكذلك المقرب منه فله الحق! ويصدر الامر الإداري بناءً على هذا الكلام، فأي حكم ظالم وجائر هذا ! وكيف سيعطي كل ذي حق حقه إذا لم يتم الاستماع الى الطرف الآخر ؟ فالخالق سبحانه وتعالى اعطانا اذنين لنستمع الى طرفين الموضوع وليس اذن واحدة ، لنستمع لطرف واحد ! وحاصل الكلام ، الحياة لا تسير بناءً على هوى؛ بل هناك قواعد وموازين تضبطها، ومنها الاستماع الى الطرفين في الموضوع الذي يتضارب فيه المصالح أو اذية إنسان باي شكل من الاشكال، وفي اي مكان، ولا ننسى ابدًا ان الظلم ظلمات، وان المسؤولية آمانة.

 


مشاهدات 144
الكاتب عماد يوسف
أضيف 2025/03/22 - 1:18 AM
آخر تحديث 2025/03/23 - 8:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 291 الشهر 13185 الكلي 10574134
الوقت الآن
الأحد 2025/3/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير