نحو إستدامة المياه الجوفية في المناطق الجافة
محمد بهجت ثامر
تعد المياه الجوفية من أنفس الموارد الطبيعية في المناطق الجافة والتي لا تحتوي على مياه سطحية، إذ تتحكم في وجود وتوزيع وكثافة كل من النبات والحيوان والإنسان على حد سواء .
لذا ينبغي المحافظة على كمية ونوعية المياه الجوفية في المناطق الجافة وذلك بتسخير الطاقات لتنمية المياه الجوفية والعمل على استدامتها تجنبا لاستنزافها ومن ثم تصبح تلك المناطق طاردة للسكان . تستحوذ استخدام المياه لأغراض الارواء الزراعي على الحصة الأكبر من استخدامات المياه الجوفية في تلك المناطق من قبل الفلاحين دون المعرفة بالاحتياجات الحقيقية لكل صنف من اصناف النباتات. لذا يجب الاستفادة من المعايير العالمية كمختبر الملوحة الأمريكي اذ قام بأعداد بيانات تم على أساسها تصنيف المحاصيل الزراعية ، الحقلية ، الخضروات ، أشجار الفاكهة ، محاصيل العلف ، تبعا ً لمقدار التحمل للملوحة الى محاصيل حساسة ، متوسطة التحمل وعالية التحمل للملوحة كأساس في اختيار المحاصيل الملائمة للزراعة
وهنا تبرز أهمية عملية الاستثمار للمياه الجوفية بأسلوب تنموي رائد في المناطق الجافة وانتقاء محاصيل زراعية لديها القدرة على النمو والانتاج بشكل اقتصادي في مياه تحوي على العموم كميات مرتفعة من الأملاح خاصة ً، وأن المحاصيل تتباين فيما بينها في قدرتها على تحمل الملوحة المتواجدة في مياه الري إذ تنعكس بصورة مباشرة على التربة والنبات المستثمر بهذا النوع من المياه.
ومع ازدياد آثار التغيرات المناخية يمكن للمياه الجوفية أن تستمر في لعب دور بالغ الأهمية في الحفاظ على النظم الإيكولوجية وحماية المجتمعات المحلية المعرضة للخطر من الظواهر المناخية القاسية في المناطق الجافة لذا لابد
نشر الثقافة المائية عبر عمل ندوات تثقيفية للتوعية بمخاطر هدر المياه وضرورة الترشيد واتباع طرائق حديثة في الارواء الزراعي كالري بالتنقيط) بدل طريقة الري بالغمر مع سن قوانين رادعة لحماية الموارد المائية السطحية والجوفية من التلوث والاستنزاف