مسؤولون أكراد يعدّون دعوة أوجلان نقطة تحوّل والبيت الأبيض يشيد
العراق يرحّب بإلقاء سلاح حزب العمال ويراه خطوة إيجابية
بغداد - اربيل- قصي منذر - فريد حسن
واشنطن - مرسي ابو طوق
لاقت دعوة رييس حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان، لالقاء السلاح، ترحيباً واسعاً على المستويين الاقليمي والدولي، حيث وصفتها وزارة الخارجية العراقية بالخطوة الايجابية نحو تعزيز الامن والاستقرار، فيما عد مسوولون اكراد، الدعوة نقطة تحول في مسار السلام، موكدين ضرورة اغتنام الفرصة لدفع جهود الحل السلمي، في وقت اشاد البيت الابيض بهذه المبادرة، مجدداً تاكيد دعم الولايات المتحدة لكل الجهود الرامية الى تحقيق الاستقرار في المنطقة. وقالت الخارجية العراقية في بيان تلقته (الزمان) امس (يعرب العراق عن ترحيبه باعلان اوجلان، ودعوته لحزبه الى القاء السلاح، ويرى هذه الخطوة ايجابية ومهمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة)، واضاف ان (هذه المبادرة خطوة بالغة الاهمية نحو تعزيز الامن، ليس فقط في العراق، حيث وجود عناصر مسلحة للحزب المذكور في مناطق مختلفة في كردستان العراق وبعض القصبات والمدن الاخرى، بل في المنطقة باسرها)، موكداً ان (الحلول السياسية والحوار هما السبيل الامثل لمعالجة الخلافات وانهاء النزاعات، بما يخدم مصالح جميع الاطراف ويعزز التعايش السلمي)، واعرب البيان عن (امله في ان تترجم هذه الدعوة الى خطوات عملية وسريعة لالقاء قوات الحزب سلاحها)، مجدداً (التزام الحكومة العراقية بالعلاقات القوية مع الجارة تركيا، التي تستند الى الاسس التي نومن بها في اطار الترابط التاريخي والجغرافي ومراعاة المصالح المشتركة ومبدا عدم التدخل). من جانبه، اعرب رييس الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) مسعود البارزاني، عن امله بان تكون دعوة اوجلان، للسلام بداية لوضع عملية السلام في مسارها. واكد البارزاني في بيان امس (موقفه الثابت ازاء عملية السلام والتسوية في تركيا، ونعلن دعمنا الكامل للعملية بكل ما يمكن، من منطلق رويتنا بان السلام هو السبيل الصحيح الوحيد لحل الخلافات). كما دعا رييس اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، حزب العمال الى الالتزام بدعوة اوجلان وتنفيذها. وابدى البارزاني في بيان تلقته (الزمان) امس (استعداد الاقليم لدعم عملية السلام كل الدعم، وقدر ما يلقى على عاتقنا، نحن مستعدون للقيام بدور المساعدة والتعاون). واضاف (ننظر ايضاً بتقدير الى دور الرييس التركي رجب طيب اردوغان وسلطة اكبارتي، اذ مهدوا منذ توليهم السلطة بفكر وعقيدة وروية واضحة للسلام وعملوا من اجل تحقيقه). واصدر رييس حكومة الاقليم مسرور البارزاني، بياناً اكد فيه دعمه للحلول السلمية في المنطقة. وجدد البارزاني في بيان تلقته (الزمان) امس (تاييده لاي محاولة هادفة لحل المشاكل في المنطقة بالسبل السلمية)، وتابع (لقد كان الاقليم على الدوام عاملاً محورياً للسلام والاستقرار في المنطقة، ومن هذا المنطلق، نوكد استعدادنا لتقديم كل اشكال التعاون والاضطلاع باي دور في سبيل انجاح عملية السلام في تركيا). من جهته، عد رييس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل الطالباني، رسالة اوجلان، رسالة مسوولة ومطلوبة في المرحلة الحالية. وقال الطالباني في بيانتلقته (الزمان) امس ان (الرسالة تاتي بهدف توحيد صفوف الاكراد، والبحث عن حل سلمي للمشكلات، وفق مبدا الشراكة لبناء مستقبل مشرق وامن لشعب كردستان). فيما رحب البيت الابيض، بدعوة اوجلان التي وصفت بالتاريخية. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي بريان هيوز في تصريح امس ان (هذا تطور مهم ونامل ان يساعد في تطمين حلفاينا الاتراك بشان شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم داعش بشمال شرق سوريا)، معتقداً ان (الخطوة ستساعد في احلال السلام في هذه المنطقة المضطربة). وراى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، في دعوة اوجلان، لحزب العمال الذي اسسه الى القاء السلاح وحل نفسه بارقة امل لتحقيق السلام. وقال المتحدث باسم الامين العام ستيفان دوجاريك في تصريح امس ان (غوتيريش يرحب بهذا التطور المهم الذي يمثل بارقة امل يمكن ان تقود الى حل صراع طويل الامد بين الحزب الكردي المسلح والسلطات التركية). وكان اوجلان، قد دعا حزبه الى القاء السلاح وحل نفسه، في اعلان تاريخي صدر في اسطنبول بعد اربعة عقود من النزاع. وقال اوجلان في الاعلان الذي تلاه وفد من نواب حزب المساواة وديموقراطية الشعوب، المويد للاكراد الذي زاره في سجنه في جزيرة امرالي قبالة اسطنبول ان (على جميع المجموعات المسلحة القاء السلاح وعلى حزب العمال حل نفسه).
وتاسس الحزب عام 1978، وتعده تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوربي ارهابيا. واطلق تمردا مسلحا صد انقرة عام 1984 لاقامة دولة كردية، وخلف هذا الصراع اكثر من 40 الف قتيل منذ 1984. في تطور، قال قايد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، انه اذا تحقق السلام في تركيا فهذا يعني انه لا مسوغ لمواصلة الهجمات في سوريا. وقال عبدي في تصريح امس ان (اعلان اوجلان يتعلق بحزب العمال فقط ولا علاقة له بنا في سوريا)، وتابع ان (الاعلان ايجابي لانه يدعو لانهاء الحرب وبدء عملية سياسية سلمية داخل تركيا).