الـله بالخير رياضة
فرصة الشباب المهدورة
اكرام زين العابدين
خروج حزين من نهائيات كأس آسيا بالصين وبشكل لا يصدق سيؤثر على جيل كروي كان من الممكن ان يتسلح بالمشاركة في مونديال تشيلي المقبل للشباب ويصبح رافد مهم للاولمبي والوطني خلال الفترة المقبلة.
مشكلة الجهل او التجهيل تجعل البعض يبحث عن طريقة مثالية للتغطية على الفشل من خلال تسليط الاضواء على حدث عادي متمثل بالبطولة الخليجية للرواد ، التي تعد فرصة للاستمتاع وليس لتحقيق نتائج تصب في مصلحة تطوير كرة القدم وطرق وصولها للعالمية .
شاهدنا قبل سنوات نجوم عالميين حضروا لملعب البصرة وملعب الكوت وشاركوا في مباريات استعراضية هدفها اشاعة حب الرياضة وتكريم النجوم ، وليس تحقيق القاب كأس آسيا او أندية آسيا او الوصول للمونديال ، وهذه المباريات تنظم بعيد عن تعليمات وضوابط الفيفا والاتحاد الاسيوي وبزمن قليل لكل مباراة متمثل بـ(40) دقيقة وخارج سياق المباريات الرسمية التي تستغرق (90) دقيقة.
دفاع مستميت من بعض اللاعبين القدماء والمدربين وبعض الاعلاميين والتأكيد على ان الملاك التدريبي للمنتخب الشبابي بقيادة عماد محمد ادى ما علية وعمل بالشكل الصحيح وقدم كرة القدم حديثة ، لكن الحظ جانبه وجعله يخسر مباراة الفرصة الواحدة امام استراليا بعد ان كان متقدماً بالشوط الاول ، لكن الامور تغيرت بالشوط الثاني وتراجع فريقنا لتنتهي المباراة بالخسارة بـ(3-2) ، واهدى فريقنا تذكرة المونديال الى استراليا التي قادها المدرب تريفور مورغان الذي نجح في قرأة اوراق المدرب عماد محمد وخطف الفوز منه ليكرر انتصاراته على الفرق العراقية منذ سنوات عدة. نحن لسنا ضد المدرب المحلي او معارضين لتسميته لتدريب المنتخبات الوطنية ، لاننا سبق وان وقفنا الى جانب المدربين الراحلين عمو بابا وانور جسام ، وكنا نشيد بزملائهم يحيى علوان ونزار اشرف وايوب اوديشو وباسم قاسم وحكيم شاكر وراضي شنيشل وعبد الغني شهد وهادي مطنش وغيرهم عندما يحققون نتائج متميزة ويسهمون في تطوير الكرة العراقية. لكننا كنا في نفس الوقت ننتقدهم عندما يخفقون او يخسرون مع منتخبات ضعيفة وباداء غير منطقي ، ولا نتعكز على مقولة ان الرياضة وكرة القدم فوز وخسارة ، لان عدم تشخيص الاخطاء يسهم في نشر التخلف الرياضي ، لانك لن تنجح الا من خلال معالجة اخطائك وتصحيحها .
البعض يعتقد ان مدرب منتخب الشباب مستهدف من قبل الاعلام الرياضي ، وان الخروج من كاس آسيا وعدم التأهل لمونديال الشباب أمر مقبول طالما هو سبق وان تأهل بالنسخة الماضية للمونديال ،لكنه فشل في اعداد فريق يلعب كرة قدم حديثة واعتمد على امكانيات ومهارات لاعب واحد من اجل تحقيق الفوز ، وهذا غير مقبول لان الفريق يتكون من 11 لاعب وبامكان اي لاعب ان يسجيل الاهداف ويسهم بالفوز . ولا نعرف ما هي مشكلة الملاك التدريبي مع اللاعبين المغتربين الذين لا يحصلون على فرص حقيقة مع الفريق الشبابي وخاصة لاعبي خط المقدمة والهدافين ، وكلنا نتذكر الضعف التهديفي للفريق في مونديال الارجنتين الماضي وعدم تحقيق اي فوز فيها. ست سنوات طويلة من اجل التعلم وتحقيق الانجاز وبناء فرق للفئات العمرية ، ولكن المدة انتهت، هل جلست لجنة فنية من الاتحاد العراقي معنية بالمنتخبات مع المدرب من اجل معرفة اسباب عدم تحقيق الانجاز وطريقة معالجة الاخطاء ؟، لم نسمع او نرى ذلك . في العراق نادراً ما نشاهد مدرب يخفق ويقدم اعتذاره للجمهور العراقي عن الخسارة والتسبب بالالم ، ومن ثم يقدم استقالته من العمل مع المنتخب ، ويقبلها الاتحاد ويبحث عن حلول تسهم في تطور المنتخبات الوطنية مستقبلاً.