وداعاً يا أمير الزمن المقاوم
جاسم مراد
هو ليس كل الناس ، هو اللغة والمنطق والحجة والموقف والإيمان ، سبقه العديد من ثوار العالم ، ولم يسبقه أحد في حجم التحالفات المعادية لشخصه ونهجه ومقاومته ، المعادون هم الكل دول واسلحة وتكنلوجيا وجواسيس واقمار في السماء تتجسس على رقعة صغيرة في بيت متواضع يسكن وسط قلوب حامية يخاف منها الموت ، وينزوي في الازقة المهدمة الخوف ، هو غزة ، بل هو فلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر ، هو الكلمة التي يصدقها الإسرائيليون ، ولا يصدقون غيرها من عتاة وقادة إسرائيل. هو ذاك الرجل الذي لم توقعه محاولات الاغتيال ، ولا كره الذين يخافون من وطنيته وحبه للبنان ، شعباً وجبلاً ، جنوباً وشمالاً جيشاً ووطناً ، هو واحداً في الكل ، وصار الكل في واحد ، هو السيد حسن نصر الله. هو ومعه رفاق الدرب ، حرروا جنوب لبنان عام 200 فيما عجزت جيوش جرارة وهم وحدهم كسروا أهم جيش في العالم عام 2006وهو الجيش الإسرائيلي ، وعند ذاك انتبه العالم كل العالم ، بأن في الأفق نهجاً لايثنيه أحد وعقيدة يتسابق معتنقيها للاستشهاد وإصرار على مواصلة الدرب نحو القدس ، لذلك لابد من إعداد العدة كل العدة من جواسيس واسلحة فتاكة الواحدة منها تساوي مئات الاطنان وتنطلق بذكاء وتحدد الهدف بذكاء بغية التخلص من هذا الشخص القضية من هذا الرجل هو في كل الناس والأمة ، فكان الاستشهاد الذي توقعه قبل الاستشهاد بأيام قليلة ، وقبل به راضياً مرضيا. لست وحدك يا سيد الأمة ستجد في حظرتك مضايف من سبقوك من صديقين وثوار في استقبالك ، هناك ارستو جيفارا وباتريس لومومبا ويحيى السنوار واخرون ، حتما أنك لا تستوحش القبر فهو مضاء بقدرة الله لكونك من احبابه المؤمنين بقدرته والصادقين بوصاياه والقارئين لكتابه ، بل جميع كتبه ونداءاته الايمانية لبني البشر . لا تحزن يا سيدي، بل سيد الامة فتركت ارثاً من المؤمنين المقاومين ومن الشعوب التي تحبك ، فحتماً ستسمع أصوات المودعين ، إنها جموع هادرة لم يحدث قبلها ولا بعدها من المودعين يمثلون أحزاب وقوميات وطوائف ، من خارطة لبنان وكل الوطن العربي ومعظم ممثلي الشعوب ومنهم الناصريون والعروبيون من مصر العربية ومنظومة الدول العربية ، واحبابك من فلسطين التي قدمت روحك دفاعاً عنها وعن أولى القبلتين القدس الشريف ، نم قرير العين أيها السيد الفاضل ، فكل ماتركته من مواقف ووصايا وبرامج سيحمله من سينفذه من بعدك رجالاًً لا تضعف عزيمتهم ولا تلين قوتهم ، نم قرير العين يا سيد الزمن المقاوم .