سيكولوجية الذات وعلاقتها بهوية الأشخاص في دراسة التصور الوجداني والادراكي والنزعوي
رسالة الحسن
سيكولوجية الذات تمثل العلاقة بين الفرد وهويته الشخصية من خلال ثلاثة أبعاد رئيسية:
التصور الوجداني، والإدراكي، والنزعوي. هذه الأبعاد تؤثر بشكل مباشر على كيفية بناء الفرد لصورته الذاتية وكيفية تفاعله مع الآخرين والمجتمع.
1. التصور الوجداني (Emotional Representation)
يتعلق بالجانب العاطفي للذات، أي كيف يشعر الشخص تجاه نفسه. تتشكل هذه المشاعر من خلال التجارب الحياتية، العلاقات الاجتماعية، والتغذية الراجعة التي يتلقاها من الآخرين. عندما تكون هذه المشاعر إيجابية (مثل احترام الذات والثقة بالنفس)، فإنها تدعم هوية متماسكة ومستقرة. أما إذا كانت المشاعر سلبية (مثل الشعور بالدونية أو الاغتراب)، فقد تؤدي إلى صراعات في الهوية.
2. التصور الإدراكي (Cognitive Representation)
يرتبط بكيفية إدراك الشخص لذاته، أي الصورة الذهنية التي يكونها عن نفسه من خلال التفكير والتقييم الذاتي. هذا التصور يتأثر بعوامل مثل الخبرات السابقة، البيئة الثقافية، والمعايير الاجتماعية. الإدراك الذاتي القوي يساعد في تعزيز الهوية الشخصية، بينما الإدراك المشوش قد يؤدي إلى اضطرابات في الهوية.
3. التصور النزَوعي (Motivational Representation)
يركز على الدوافع والاتجاهات التي تحكم سلوك الفرد. عندما يكون لدى الشخص تصور نزعوي إيجابي، فإنه يكون لديه دافع لتحقيق ذاته وتحقيق أهدافه. أما إذا كان التصور النزعوي سلبيًا، فقد يؤدي ذلك إلى مشاعر الإحباط وعدم الاستقرار النفسي، مما يؤثر سلبًا على بناء الهوية.
العلاقة بين سيكولوجية الذات والهوية الشخصية
فالهوية الشخصية تتشكل من تفاعل هذه الأبعاد الثلاثة؛ فكلما كان التصور الوجداني والإدراكي والنزعوي متناسقًا وإيجابيًا، كانت الهوية أكثر استقرارًا.
فالأفراد الذين يعانون من تعارض بين هذه الأبعاد قد يواجهون أزمات هوية، مثل اضطرابات الهوية الانفصامية أو فقدان الإحساس بالذات.
والعوامل الاجتماعية والثقافية تلعب دورًا محوريًا في تشكيل هذه التصورات، إذ تؤثر القيم والمعتقدات المجتمعية على كيفية إدراك الأفراد لأنفسهم.
فأهمية دراسة العلاقة بين الذات والهوية
تساعد في فهم أسباب الأزمات النفسية المتعلقة بالهوية.
وتساهم في تطوير استراتيجيات لتعزيز الهوية الإيجابية لدى الأفراد، خاصةً في مراحل النمو مثل المراهقة.
وتوضح دور العوامل الاجتماعية والنفسية في بناء الهوية الشخصية المتماسكة.