فرقة (الخالدون) تتناول بأعمالها قضايا مجتمعية

المسرح أداة للفهم ومنصّة لتخليد الشهادة والتضحية

بغداد - صابرين كامل زيدان

كان وما زال المسرح أحد أشكال الفنون الأولى التي استخدمها الإنسان قديماً في التعبير عن الذات والمجتمع ، فقد استخدم قديماً للتعبير عن التوق الديني وارتبط بطقوسه، كما كان يحدث في بلاد الإغريق إلى أن تحول مع تقدم الزمن والتغييرات إلى منصة تؤدي وظيفة اجتماعية وسياسية تهدف إلى فهم ما يحدث ضمن سياق مجتمعي ما، وكشف العلاقة بين الذات والمجتمع، لتشكيل بحث مشترك عميق حول أسئلة كبيرة تطرح ضمن تمثيلات تجسيدية مختلفة، تحقق اليقظة الجماعية اتجاهها.

وانطلاقاً من أهمية هذا الشكل من المسارح وعلاقته بالبنى والقضايا المجتمعية، خلدت فرقة الخالدون المسرحية التابعة لقسم استوديوهات الخالدون في مديرية الإعلام والعلاقات العامة في مؤسسة الشهداء وضمن خطتها الفنية وسعيها الدؤوب  في نشر مظلومية الشهداء وذويهم ، في إقتفاء أثر الشهادة والحرص على وضع بصمتها في كل محفل ومناسبة تخص الشهداء وذويهم  ليس لإنها الراعي الرسمي لهم  فحسب بل  أن المهمة إنسانية وأخلاقية وتربوية بحته لذلك حرصت مؤسسة الشهداء على إقامة المحافل والمؤتمرات والحلقات التي من شأنها فضح المنظومة البعثية من جانب وتدويل القضية من جانب آخر  لما تحمله سير الشهداء من قصص جهادية تحمل بين طياتها مآسي وعبر من إعدامات وسجون وتهجير وهدم للدور وطرد من الوظائف بما جعلها ترسانة كبيرة ومنجم عامر تنطلق من خلالها وبها الأفكار من مقالات ودراسات وقصص ومسرحيات  .. لذلك عمدت فرقة الخالدون المسرحية على مواكبة الحدث والتواجد في المهرجانات العربية والمحلية متخذين قصص وسير شهدائنا الأبرار مصدراً ومُلهماً لهم ، وقد توزعت  افكار وعروض الفرقة لتشمل فئات الشهداء الثلاث (شهداء النظام البائد) و (ضحايا الإرهاب والعمليات العسكرية) و (شهداء الحشد الشعبي) 

ومن ابرز أعمال الفرقة :- (مجرد نفايات) مهرجان لبنان المسرحي وقد حصلت فيها الفرقة على جائزة (افضل ممثل) وكانت من نصيب عبد الجليل الخفاجي، (سنأتي قريباً) مهرجان الطف الثاني في النجف الأشرف ، وقد حصلت الفرقة على جائزة (افضل ممثلة) وكانت من نصيب الفنانة (ازهار السلطان)، (صحة صدور) ضمن مهرجان ينابيع الشهادة في محافظة بابل وقد حصلت الفرقة على جائزة (افضل ممثل ثاني) وكانت من نصيب الفنان (محمد جاسم)،(الهذيان اليقظ) وقد شاركت في مهرجان السماوه (دورة علي ابو تراب) وقد حصلت الفرقة على جائزة افضل سينوغرافيا.إضافة للأعمال المسرحية (اعتراف ولكن) و (نحن هنا) و (مخاض) و (الوشاح) و (تراب) و (سينوغرافيا وطن) و (هل من شيء) و (فلاش باك) و (جمر الذنوب) و (قيد التنفيذ) و (الماكنة).

مناهضة العنف

أما العمل المسرحي الأخير فكان بعنوان (عدد) وهو من تأليف (امير السلمان) وإخراج (عبد الجليل الخفاجي)  ، وقد أسّس العرض بمناسبة اليوم الإسلامي  لمناهضة العنف ضد المرأة ، وقد تم التعاون بين قسم شؤون المرأة وبين مديرية الإعلام والعلاقات العامة في المؤسسة لإكمال العمل الذي يبين مظلومية العنصر النسوي أبان حكم البعث البائد وذلك بالأعتقال العشوائي المُفتقر للدليل والحجج القانونية وإعتماد نظرية (العدد) السائدة آنذاك حيث يتم إعتقال وإعدام المواطنين دون محاكمة عادلة وذلك لأن المسؤول على عملية الإعتقال كان يريد (عدد) بغض النظر عن العمر والتوجه والدليل وجود قاصرين وأطفال قد أعدموا دون محاكمة وهذا ما أثبتته جمعيات حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر ومؤسسة الشهداء والسجناء،العمل من بطولة / د - حياة حيدر ، وليد العبوسي ، أمير السلمان ، سوزان زنكنه ، صادق الوالي ، علي عباس تنفي الإضاءة / سعد الشاهري ، الموسيقى والتنفيذ / مالك الغراوي ، الديكور / حسين عزيز .

كما وشاركت فرقة الخالدون المسرحية وللسنة الثانية على التوالي في مهرجان (عدنان ابو تراب) لمسرح المثنى بدورته التاسعة، بمسرحية  (مجرد نفايات) حيث تناولت احداث المسرحية مصير الخونة الذين باعوا أوطانهم من أجل الطغاة فكان مصيرهم في مكب النفايات ، يبدأ العمل بظهور روح الشهيد التي تطارد من وشى به وجعله يواجه هذا المصير ، يتخلل العمل انتقالات عدة في الزمان والمكان يمر من خلالها (الواشي) بحالات اضطراب نفسية وانتكاسات في الروح والجسد تصل به حد الانتحار ، فيحاول شنق نفسه تارة وطعن نفسه بالسكين تارة اخرى ويجرب حرق نفسه لكنه يخفق في ذلك  لأنه أجبن من ان يقوم بذلك العمل ، فيرمي نفسه في مكب النفايات لأنه المكان الأنسب لأمثاله فقد كشف لنا ما كان مخبأً في الواقع أو في الوعي فالمسرح اداة للبحث عن الحقيقة واظهارها للمجتمع.