فنانون يستذكرون المقومات الإبداعية لأمل طه

إستراحة الظهيرة تتصدّر أعمال كوميدية متميّزة

بغداد - محمد فاضل ظاهر

استطاعت الممثلة الكوميدية الراحلة امل طه بقدراتها الفنية من تقديم ادوارا مميزة من خلال مشاركتها في عدد من المسلسلات والمسرحيات والتي من خلالها ذاع صيتها في الشارع العراقي.حيث شاركت عبر تلفزيون بغداد في برنامج استراحة الظهيرة في بداية الثمانينيات وخصوصا في فقرة ( يعجبني وما يعجبني ). وهو عبارة عن مشهد تمثيلي يحمل في جوانبه مشكلة اجتماعية حيث جسدت هذا الدور مع الممثل محمد حسين عبد الرحيم اللذان كسبا من خلال هذا الدور شهرة واسعة . وطه كرست حياتها لخدمة الفن وكانت مسيرتها الفنية زاخرة بالعطاء والابداع.كما انها كانت تمتلك حضور دائم وروح النكتة التي لاتفارقها .حيث تركت برحيلها اثرا فنيا كبيرا وقدمت عدة أعمال مسرحية وسينمائية وتلفازية تمكنت من خلالها الدخول الى قلوب العراقيين و كسبت محبتهم.. وكان للمخرج فلاح زكي دورا في اكتشاف الموهبة الفنية للراحلة امل  عام 1977 من خلال سهرة تلفزيونية حيث استطاعت ان تقف لاول مرة امام الكاميرا التلفزيونية مع الراحل الفنان محمد القيسي. وكان للفنانة الراحلة عددا من الافلام والمسلسلات والمسرحيات . ومن الاعمال التي شاركت فيها عمارة 13 عام 1987 من اخراج صاحب حداد وتأليف عبد الباري العبودي. والحدود الملتهبة عام 1990 من اخراج صاحب حداد وزمن الحب ايضا عام 1991   تأليف صباح عطوان واخراج كارلو هارتيون .اضافة الى عدد من المسلسلات ومنها مسلسل بيتنا وبيوت الجيران ومسلسل ماضي ياماضي مع الفنان ماجد ياسين وناس من طرفنا تمثيل خليل الرفاعي عام 1994 وعالم الست وهيبة عام  1998 وبرج العقرب عام 1998 وحب وحرب عام 2004 وعشنا وشفنا عام 2003 و 7 أخوات عام 2008 من اخراج صاحب بزون . وأحلى الكلام  عام 2009 وأيام الاجازة أخراج عماد هادي والقضية 238 عام 2001 وشموع خضر الياس وشوف عال مكشوف وسبع صنايع. وكان لها في مجال المسرح لونا خاصا واسلوبا تمتاز به وكأنها امام حقيقة كما دخلت مسرح الطفل وقدمت مسرحية بدر البدور وحروف النور. حيث كانت تتمتع بقدرة فنية وابداعية وتمتلك من البراءة والطفولة وهذا ما ساعدها لان تكون ممثلة كوميدية .كما انها قدمت جميع الادوار ما بين الشعبي. والتراجيدي والكوميدي.

جلطة دماغية

و تعرضت طه خلال حياتها الى أصابة بجلطة دماغية فقدت قدرتها على المشي والابتعاد عن الوسط الفني واصبحت طريحة الفراش في ظل صمت مطبق من المعنيين من أصحاب ألشأن الحكومي. وعانت من ظروف صحية ومعيشية صعبة دفعتها الى دخول دار المسنين ببغداد حيث ناشدت الحكومة في وقتها بعلاجها خارج البلاد ولكنها فقدت الامل دون ان تفقد ابتسامتها المعهودة.

الى ذلك وصف الفنانون الراحلة امل طه بـ ( فاكهة الكوميديا ) وقال الممثل الكوميدي هاشم سلمان لـ ( الزمان ) امس. ان( الفنانة الراحلة كانت قديرة وتمتلك من المقومات والموهبة الابداعية جعلتها ان تكون محبوبة من الجمهور كما ان أعمالها وادوارها لازالت خالدة في أذهان الناس ويمكن وصفها بفاكهة الكوميديا كما انها عملت معي في الاعلان التجاري لحوم الساحة حيث قدمنا فيه مشهد كوميدي غنائي على الطريقة الهندية و نالت في وقتها الاغنية استحسان الجميع ).

فيما قال الفنان ماجد ياسين لـ ( الزمان ) ا ن ( كانت امل طه مبدعة حيث عملنا سوية في عدة ادوار كوميدية واستطاعت ان تزرع البسمة في نفوس العراقيين من خلال اعمالها الكوميدية الناجحة كما ان الفنانة رحلت عن عالم الفن تاركة وراءها أرثا فنيا ومنجزا أبداعيا رائعا ). مؤكدا ان ( الفنانة أفرحت الجمهور لسنوات طوال من خلال اعمالها الكوميدية والتي لازالت محفورة في ذاكرة العراقيين ).

وامل طه من مواليد محافظة ذي قار -سوق الشيوخ عام 1956 وهي في الخامسة من عمرها انتقلت مع عائلتها الى محافظة الكوت قضاء الحي واكملت فيها الدراسة الابتدائية والمتوسطة ثم الاعدادية وحصلت على معدل عال بعد تخرجها ساعدها في الدخول الى اكاديمية الفنون الجميلة-قسم الفنون المسرحية عام 1974 وتخرجت منها عام 1978  واستمرت في عطاءها لغاية عام 2010وهي من عائلة بسيطة وكان والدها يعمل مضمد صحي في مستشفى الناصرية  حيث عاشت بعدها في صراع مع المرض استمر معها طويلا ، توفيت في  19 ايار 2016 في مستشفى الكوت عن عمر ناهز الستين عاما ليوارى جثمانها في مقبرة السلام بمحافظة النجف .