الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
طاقة المستقبل..القصور والبدائل المتجدّدة

بواسطة azzaman

طاقة المستقبل..القصور والبدائل المتجدّدة

أكرم ســالم

 

 فيما ينشغل العالم شمالا وجنوبا شرقا وغربا بالطاقة النظيفة الخضراء ومصادرها المتجددة المتعددة المسارات وكيفية تطوير تقنياتها واساليب الانتاج والتوزيع والتخزين والاستهلاك وإنعقاد المؤتمرات والندوات وورش تبادل الخبرات التي تأخذ اصداء واسعة في تأثيرها وأهميتها ،كما في القمة العالمية لطاقة المستقبل التي انعقدت مؤخرا في ابو ظبي ضمن توجه رسم ملامح مستقبل اكثر استدامة..فإننا في العراق مازلنا نراوح بموقعنا ونلوك التصريحات الواعدة و الهموم وتبادل التهم والانتقادات اللاذعة عن الاخفاقات المزمنة الملموس في انتاج الطاقة ولاسيما الكهربائية التي تعد المحور الرئيس الذي تدور في فلكه عمليات الانتاج الصناعي والزراعي والخدمات فضلا عن الاستهلاك المدني و المنزلي للتكييف والتبريد والتدفئة حسب مقتضيات تبدل الفصول .والعراقي اعرف بمناخات فصل صيفه اللاهب وهجا و الذي يمتد من شهر الخامس ايار ويبلغ الذروة في شهور حزيران و تموز وآب وحتى ايلول وأخذ يتطاول على تشرين الاول في سنوات العقود الاخيرة!! وعلى الرغم من هذه المعطيات المتزايدة سنويا بنسب معلومة رهيبة ،فان من الثوابت المعروفة عن انتاج العراق من الكهرباء حاليا عدم تجاوزه سقف الانتاج البالغ 27 الف ميغاواط منتجة من 109 محطة غازية وحرارية تعتمد غالبيتها على الغاز المستورد من دول الجوار التي تتحكم عادة بمستويات التجهيز وإنسيابيتها..على الرغم من ان حاجة العراق الفعلية للكهرباء حاليا تصل الى 45 الف ميغاواط وهي بزيادة مطردة لاتجارى.المبدأ الذي لامناص من تأكيده هو اننا لو بقينا معتمدين على مصادر الطاقة التقليدية والمستعملة لدينا متمثلة بالمحروقات الاحفورية البترولية والغاز الطبيعي فلن تقوم لشبكتنا الكهربائية قائمة وسنظل لاهثين خلف سراب الأمنيات مع استمرار تراشق الانتقادات واحيانا الاتهامات واعطاء المواعظ والنصائح لوزارة الكهرباء وكادرها القيادي ومديريها وعامليها، وهي الوزارة المسؤولة في المقام الاول ومن ثم تليها وزارة النفط عن تذبذب التجهيز وعدم الاستقرار بل الاخفاق “المستدام” على الرغم من تخصيصات الموازنة الفلكية المليارية بالدولار والدينار سنويا لها..لكننا لو نظرنا الى بعض دول الجوار والمنطقة..كيف تستثمر بالطاقة النظيفة وتكثف جهود الابتكار والتجريب والتدشين في مختلف التقنيات المتكاملة والمنسّقة مع بعضها بما يتراوح بين الهيدروجين الاخضر والازرق ومشتقاته الامونيا والميثانول، فضلا عن الاستخدام الواسع للطاقة الشمسية ومراوح الرياح وصولا الى استخدام الطاقة النووية كما في مصر التي ستنجز مشروعها الجريء العملاق في محطة الضباعي التي ستغطي قدرا كبيرا جدا من حاجة مصر للطاقة الكهربائية بكلف زهيدة ويسيرة وأمينة.ان انتاج وتصنيع الهيدروجين الاخضر بالتحليل الكهربائي وفصله الجزيئي له مستقبل واعد بكل تأكيد نظرا لمزايا هذا العنصر الوفير جدا والنظيفة وعدم تسببه في التلوث والانبعاثات الكربونية بمراحل الانتاج والاستهلاك ،وامكانية تخزينه والافادة منه كإحتياجي ناجح كفوء في اوقات الذروة لغرض تثبيت شبكات الطاقة. إن صحارى العراق الشاسعة ووفرة اشعة الشمس والسيليكون الهائلة تتيح لنا تصنيع تقنيات الالواح الشمسية واستثمارها واستغلال هذه الطاقة الأزلية النظيفة و المتجددة بشكل وفير ..ومجاني.

 

 


مشاهدات 231
الكاتب أكرم ســالم
أضيف 2025/02/01 - 1:05 AM
آخر تحديث 2025/02/08 - 3:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 339 الشهر 4152 الكلي 10399523
الوقت الآن
السبت 2025/2/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير