الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أصالة نجومية الطرب الريفي في إيقونة الأنهر الثلاثة

بواسطة azzaman

فرقة إنشاد مدارس طويرج غريدة بالألحان الشجية

أصالة نجومية الطرب الريفي في إيقونة الأنهر الثلاثة

قاسم المعمار

خلال القرن الماضي من تاريخ مدينة (طويريج) الهندية اختطت مسيرتها الفنية بالكثير من التألق والابداع حيث سجلت بصمات اصحابها ارثاً حضارياً يضاف الى التاريخ الوطني العريق بعد ان غدت تلك الوجوه المفعمة بالعطاء تشق طريقها نجوماً لامعة نالت الكثير من الرعاية والتشجيع والمواصلة مما اصبح لهم مريديهم كثر على الصعيد المحلي والوطن الأم العراق والعربي.

وهنا يتصدر اسم فناننا الكبير عبد الامير الطويرجاوي قائمة المبدعين الفنانين ، فمنذ صباه وهو المتأثر بأسلوبية القراءات الحسينية الشجية حافظاً لجميع اطوار الغناء الريفي زائداً تعلقه واعتزازه للمقام العراقي وانواعه فكانت جلسات سمره مع محبيه وفي مناسبات الافراح المختلطة يخلط برنامجه الغنائي بين تقديمه لهذين اللونين من الغناء وسط اعجاب ومحبة مستمعيه ومشاهديه حتى علا شأنه وذاع صيته في مناطق الفرات الأوسط وغدت بغداد تنتظر مجيئه للإذاعة. وشهد له الفنان استاذ قراءة المقامات العراقية محمد القبانجي له بالاعجاب لكونه مدرسة اصولية غنائية ريفية لها بصماتها صاحبة نبرة شجية معروفة في ادائها صوتاً ولحناً ولغة ، كما يعد من المع الشعراء الشعبيين وقد كرّم عام 1976 بـ (وسام) اليوم العالمي للموسيقى.

وقد غدت لهذه الشخصية الفنية (ابو حربي) المتألقة مجموعة من هواة ومؤيدي الغناء الريفي والمستحدث حققت نجاحاً جماهيرياً وحضوراً متميزاً الا انها لم تستمر في ادائها منها زكي شنين ورحيم رجب وعلي صالح وحميد السلطاني من سكنة اطراف المدينة.

فيما تواصل الفنان الكبير سعدي الحلي في تحقيق نجاحاته الغنائية الرائعة الريفية والعصرية ونجماً لامعاً في المناسبات والاحتفالات وهو ابن هذه المدينة الفراتية الغريدة حتى جاء ولده الفنان الرائد خالد ليكمل مسيرة والده في اثراء الغناء وفنونه واطوارها ، فلقد استلهم الحلي آفاقه الرحبة في العطاء من طبيعة بيئتهم الجميلة من ارض خضراء زاخرة  ومياه انهارها الثلاث (نهر الفرات وجدولي الكفل والغربي) المباركة بها البساتين الغناء من كل جانب فكانت (طويريج) جزيرة تحيي جلسات سمرهم ازدانت بروحية وهاجة وشدو للعاشقين والمحبين وحقاً قال شاعرنا...

والله لشرّج تشريج

وأكظي العمر بطويريج

وقد لقب بالحلي كون قضاء طويريج كان تابعاً الى (الحلة) سابقاً.

كنت  اتمنى دائماً ان تحضى هذه البقعة بالاستثمار السياحي حيث مقومات الجذب والجمال والراحة النفسية والبيئة الصحية النقية والهواء والنسيم العليل.اما حقبة الخمسينات وما تلاها حتى يومنا الحاضر فقد شهدت قمة هذه العطاءات الفنية من انبلاج نجوم رائعة تلألأت فيها شخصية استاذنا الفنان التربوي محمد جواد اموري الذي يعد واحداً من تلامذة الطويرجاوي تعلم مبكراً العزف على الكمان والعود والتلحين والأداء الصوتي الشجي بذل جهوداً متواصلة لتأليف فرقة انشاد مدرسية وكنت احد اعضائها على مستوى القضاء واشرف ولحن العديد من الاناشيد والاوبريتات الجدية واختيار الاصوات الجميلة لها.

برنامج فني

وقد اسهم مع فناننا اموري لنجاح برنامجه الفني على مستوى القضاء (طويريج) الاستاذين احمد مصطفى عازف الكمان و عزيز كريم عازف العود وأمست الساحة الفنية في مدارس القضاء غريدة لإلحانهم الشجية وعبر تواصل هذا الاداء والرعاية.. وتمر السنون وتألقت اسماء فنية فيما بعد على مستوى الغناء نالوا الحب والاحترام على مستوى الاذاعة والتلفزيون منهم باسم العزيز ابن صديقي الخياط عبد الأمير في مدينة الحرية في بغداد و مضر محمد من منطقة الجدول الغربي و فرقد محمد جواد اموري، حيث اضحت اليوم لهم شهرة فنية محليو وعربية وذكر لي احد الأصدقاء بأن الفنانة انوار عبدالوهاب قد عاشت فترة من حياتها في طويريج وقد تعرف عليها الاستاذ محمد جواد اموري حيث اثمرت بتلحين اغنية لها

عد وآنه عد ونشوف ياهو اكثر هموم       من عمري سبع سنين وكليبي مهموم

اخبرني مرة الصديق (حربي) بأن وفداً فنياً من برنامج (المقام العراقي) الذ كان يقدمه تلفزيون العراق القناة الأولى في السبعينات قد زار مدينة طويريج والتقى الفنان والده عبد الامير الطويرجاوي يضم الفنانين شعوبي ابراهيم وهاشم الرجب وحافظ الدروبي معد ومقدم برنامج (الرفوف العالية) حيث سجل للطويرجاوي العديد من الأغاني الريفية والمقامات العراقية لتوثيقها واذاعتها والتي نالت الاستحسان والاعجاب.

كما ان حكاية ثانية اخبرني بها صديقي مهند ابراهيم الهنداوي حينما كان يحدثني عن حياة والده الفنية وبداياتها وهو ابن طويريج عاش فيها ردحاً من الزمن ثم انتقل الى بغداد فناناً ممثلاً كوميدياً تلفزيونياً والادهى من ذلك انه بدء حياته هاوي للغناء اذ يتمتع بصوت شجي مسموع ومحبب واحيا العديد من سهرات الاصدقاء الغنائية على شواطيء انهر المدينة.

ان آخر من تغنى بجمال وطبيعة مدينة (طويريج) من الهندية وخضرتها الشاسعة وارضها الغناء وأناسها الطيبون وتراثها الفني الخالد ومجارشها الوفيرة الممتدة على شواطيء الفرات هو مطرب المقامات الأول محمد القبانجي من شعر  ملا عبود الكرخي حيث انشد :

ذبيت روحي على الجرش

وادري الجرش ياذيها

ساعة واكسر المجرشــــة

وانعــــــل ابو راعيها

ساعة واكسر المجرشــــة

وانحر على الهنديـــة

السيف يعمه بهالعمـــــــر

 التكطع البرديــــــــــة

يحكلي لو ادكن وانتحـــب

وعوينتي اعميهـــــــا

الى قوله..

هم هاي دنيه وتنكظـــــــي

وحساب اكو تاليهــــــا

وكان لابد لي ان اشير هنا الى وجود منطقة جنوب محلة الكص في المدينة سكنتها فرقة عائلية فنية كبيرة العدد تحيي الحفلات والمناسبات والختان تدعى فرقة العبيد وقد حضرت جانباً من فعالياتها ولمست اصواتاً شجية جميلة فيها ، ومن اشهر منشديها (ام علي) أبان فترة الخمسينيات والستينيات تعتمد الطبول والدفوف واحدة من الصور الفلكلورية الشعرية الجميلة التي دامت لأكثر من عشرين عاماً في عطائها الفني في الغناء والموسيقى والرقص الشرقي كالهوه والدبكه ورقصة الخيل ويقال ان اصلها من الجنوب.

وفي اطار هذا الزخم الفني المتناهي اتسعت قاعدة (المهوال) الذي اجاد به الكثيرون في المناسبات والاحتفالات والعراضات مصحوبة بالدبكات الراقصة العربية وترديد انشادي جماعي ومن اشهر المهوالين في طويريج قديماً هم ام الولايه حظية الكوام او جاسم السلطان والسموئلي. وبأعتماد الكثير من اشعار وحكم وأمثال كامل الحسناوي طيب الذكر شاعر اجتماعي عاشرناه مجموعة من شباب المدينة حضوراً متواصلاً في كازينو الهندية قديماً ابان الستينات.


مشاهدات 296
أضيف 2025/01/15 - 9:43 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 9:39 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 151 الشهر 10590 الكلي 10290555
الوقت الآن
الخميس 2025/1/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير