أمانة بغداد .. بين الواقع والحلم

عبد الكريم احمد الزيدي

لايزال العالم ينظر إلى بغداد بعين العاشق والمحب ، لأن بغداد تستحق من التاريخ أن تكون عروس العواصم وفردوس الأرض وأجمل نجوم السماء زاهية مضيئة بأنوارها لاتسر الناظر إليها بقميص التيه والغرور فحسب ، ولكن بكل معاني اسمها ومجدها وشموخ أهلها وعزة بسيطتها ...- لكل هذا وأكثر تصول اقلامنا لتخط وترسم ملامح الحلم الذي ظل ملازماً لأهلها في واقع نتمناه ونرجوه من كل القائمين على إدارتها وإحياء معاني عنوانها ، ليس هذا لأنها تاريخ للحضارة والعلم والجمال بل ولأنها تحتضن وجدان العراقيين على مر العصور وعروس دجلتها النابض بالحياة ، ولعل صور ماضيها أكبر دليل على صدق ما نتمنى ورجاء ما تختزنه القلوب .- فالعراقي لا يريد صورة نقلد بها مظاهر الحداثة والصبغة والوشم الذي نراه في عواصم ما يجاورنا من بلدان لا تجد في ماضيها من حاضر أو تاريخ، وما نريد أن نوصله من رسالة إلى السيد أمين بغداد وكل القائمين على إدارة مسؤولية العاصمة من مسؤولين ونواب ومختصين ان نرجع بعاصمتنا الغالية إلى صورة ماضيها التي نحتفظ بذاكرتها وما نقشه التاريخ في بصيرتنا من معان وصور ودلالات لا تقبل عناوين الأجتهاد والتقليد ونقل هجين ما اتبع وحذا بمثله الآخرين الذين لا يمتلكون تاريخا ًوماضٍ مثلما هي بغداد ..نعم .. نريد لبغدادنا ان تظل حاملة لهذا العنوان والصورة التي تكلف واجتهد بها الأولون لتظل عاصمة متميزة وفريدة في تعبير معاني مجدها وعزتها مستقلة لوحدها دون سواها عن عواصم العالم والجار .