الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التّشظي الحزبيّ

بواسطة azzaman

التّشظي الحزبيّ

مشتاق الجليحاوي المياحي

نجحت الأحزاب بمشروعها التهديمي الذي استهدف كل أبناء الشعب العراقي وبمختلف طبقاته، فقد ولجت هذه الاحزاب إلى كل جزئيات الشعب ومفاصله؛ فالمجتمع البسيط شرذمته بل أقوى من ذلك فقد وصل الحال إلى الأسرة الواحدة التي تعدد فيها الإنتماء الحزبي. فقد تجد في المجتمع الواحد تنوع حزبي كبير وبأثره يتباين الإنتماء في الأسر المجتمعية، وتعدى الأمر ذلك إلى حد الدخول في الأسرة الواحدة فقد أخوين أحدهما من الحزب (س) والآخر من الحزب (ص).

 وبذلك فإن هذه الأحزاب السياسية ضمنت غياب الوحدة المجتمعية والتي يترتب عليها الإرادة وقوتها وربما يتطور إلى الأمر إلى الإدارة  والتي تتمثل بتصدي أبناء المجتمع لإدارة أنفسهم بمنأى عن الفاسدين الذين عاثوا بالأرض فساداً وأهلكوا الحرث والنسل، التنوع الحزبي بحد ذاته هو شيء صحي وطبيعي ومن حق الجميع العمل فيه أو ضمنه، لكن ما موجود اليوم في الساحة العراقية هو أدلجة المجتمع ضمن التشظي الحزبي وتشتت الآراء وإنشعال الناس بمصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة التي تؤثر سلباً على حياة الجميع ومستقبلهم، إن التشظي الحزبي هو السبيل الوحيد لبقاء الأحزاب التّقليديّة متربعة على عرش البلد والتحكم بمقدراته والتسلط على أهله، وهو وسيلة تجهيل للمجتمع من خلال اتباع طرق بائسة في التعامل المجتمعي ومن ثم تأطير التابعين ضمن إطار ذلك الحزب ومن أهداف اي حزب هي محاربة الخصوم بشتى الطرق المتاحة والممكنة سواء كانت تلك الطريقة شريفة أو غير شريفة وبالتالي جر المجتمع إلى التعامل بغير أخلاق، التشظي الحزبي حرزنا تحت سوطه لعقدين خليا فذقنا المر وعشنا مآسٍ ولا زلنا نعيشها وإن ظل الحال على ما هو عليه فإن تلك المآسي ستزداد وتسفحل و تصبح واقعاً لا يمكن تغييره، وبطبيعة هذه الأحزاب الانتهازية فإنها ستقوض قوظ أية محاولات للتغيير وتوؤدها في مهدها إن لم تجهضها، فهذا الأحزاب ضد العلم الوعي، وأقواها متى وعى الناس نجوا ومتى نجوا قتلت الأحزاب، وبذلك فإن الأحزاب ستعمل جاهدة في سبيل عدم وعي الناس والحفاظ على الجهل والعمل على زيادته، يفترض بنا أن نتفكر لبرهة بحالنا وننتظر إلى واقعنا ونشخص أية مشكلات أو معضلات تقف حجر عثرة أمام تطور بلدنا والعمل على إزالتها عن الطريق وأبرزها الأحزاب التقليدية التي لم ترقب فينا إلًّا ولا ذمة والتي اعادتنا قروناً إلى الوراء ونحن نطفو على بحر من النفط وخيرات لا تعد ولا تحصى.

 

 

 


مشاهدات 404
الكاتب مشتاق الجليحاوي المياحي
أضيف 2023/12/30 - 1:07 AM
آخر تحديث 2024/06/29 - 10:31 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 11525 الكلي 9362062
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير