اللـه بالخير رياضة

حكامنا والـ (VAR)

اكرام زين العابدين

نجح الاتحاد العراقي لكرة القدم من توفير منظومة تقنية اعادة الفيديو الـ(VAR) في ملاعبنا لاستخدامها في مباريات دوري نجوم العراق وبالتعاون مع شركة عشتار المنتجة للمباريات والمعروفة بنجاحها المتميز بهذا المجال.

مثلما نعرف ان اي تقنية جديدة تدخل الخدمة تحتاج الى مدة ليسيت بالقصيرة من اجل اتقانها والاستفادة منها بالشكل الكامل ، وتقنية الـ(VAR) واحدة من هذه الابتكارات التي تهدف الى تقليل اخطاء الحكام والوصول الى العدالة في اتخاذ القرارات المثيرة للجدل في المباريات .

مثلما يعرف الجميع ان الفترة التي سبقت استخدام الفار شهدت اقامة العديد من الدورات التدريبية والورش الخاصة بهذه التقنية وتم اعداد حكام من مختلف المحافظات وبالتعاون مع دائرة الحكام المركزية في الاتحاد العراقي لكرة القدم من اجل المباشرة في عمل المنظومة مع انطلاق الموسم الجديد بالرغم من ضيق الوقت والتكاليف الباهضة للمشروع الا ان تصصميم الاتحاد والشركة المختصة جعل الصعاب تتذلل ويصل الجميع الى هدف نجاح التحكيم.

وبدات مباريات دوري نجوم العراق في نهاية شهر تشرين الاول الماضي ومعه انطلق العمل بمنظومة الفار وبخبرات عراقية بحتة في اول تجربة حقيقية بالبطولات المحلية ، وتوقع الجميع للوهلة الاولى بان الاخطاء ستغيب عن المباريات وان الجميع سياخذ حقه من قرارات الحكام العادلة بوجود الـ(VAR).

لكن الدخول في عالم جديد ليس بالسهولة التي يتوقعها المشاهد على المدرجات او امام الشاشة ، لان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عندما قرر ادخال هذه المنظومة في عملهم استخدمها بشكل تجريبي لفترة من الزمن وبعدها بدأ بادخالها الى بطولاته ومسابقاته بشكل تدريجي لانه كان يعلم ان هذه العملية ستواجه العديد من الصعوبات لان على الحكم اتخاذ بعض القرارات الصعبة للعودة للتقنية في وقت قصير ومنع حدوث اعتراضات او اخطاء في ظل وجود بعض البرامج التقنية في الشركات الناقلة للمباريات والتي تعطي للمتلقي صور من مختلف الجوانب وتضعه في شك في بعض الاحيان .

لذلك كثف الفيفا من دوراته للحكام بشكل مستمر من اجل اتقان العمل بالـ(VAR) وجعل المباريات اكثر عدالة من قبل من خلال اتخاذ القرارات الصحيحة والبعيدة عن الجدل والاثارة التي يبحث عنها بعض مدربي الفرق الخاسرة والتي غالبا ما يلقون باللوم باسباب خساراتهم على سؤ ادارة المباريات من قبل الحكام .

امام في دورينا وبسبب حداثة تقنية الـ(VAR) فان حكامنا لم ينجحوا في اصدار القرارات الحاسمة في وقت قصير بل انهم احتاجوا الى وقت اطول من اجل اتخاذ القرار النهائي ، مما جعل البعض يتهكم ويتهجم عليهم ويصفهم بصفات بعيدة عن الروح الرياضية ، لان هؤلاء الحكام تاأخروا في اصدار القرارات ، او اصروا على بعضها وحسب قناعتهم التي تشير اليها. وتقع على ادارات الاندية والمدربين واللاعبين وكذلك الجمهور الرياضي مسؤولية دعم حكامنا وعدم التلقليل من شانهم لانهم الحلقة الاهم بالمسابقة وليس الاضعف كما يصفهم البعض لعدم استلام مستحقاتهم المالية منذ جولات عدة .

لذلك علينا ان نرفع القبعة للحكام ونشيد بهم لانهم يعملون بظروف صعبة ومع تقنيات حديثة الهدف منها اعطاء قرارات عادلة يرضى عنها الجميع ، وان بعض الهفوات غير المقصودة لا تقلل من الجهود الكبيرة لهم لانهم يتعرضون في بعض الاحيان الى التهديد بشتى الطرق ، لكنهم يواصلون التحدي من اجل انجاح بطولات الاتحاد العراقي لكرة القدم .

الف تحية وتقدير لكل حكام الكرة الذين يسهمون بشكل متواصل في انجاح عملهم الصعب ، ونامل ان تكون الفترة المقبلة خالية من الهفوات من اجل احقاق الحق ونشر الثقافة التحكيمية الصحيحة.