شاشات العيون
سوران محمد
كم هي جذابة رائحة القرنفل!
تستيقظ وهي تمسح دموع السماء
علـى خدها
وليس بوسعها العيش
في روضتين معا
ولكنها أينما تواجدت
تفوح منها رائحة الحياة
*
عندما يوازي كيمياء الجسد
الإيقاع الكوني
وتدور الكتل منسجما في مدار آمن
تجنح السعادة بظلالها على الوجود
كلاعب سيرك
يزين الوجه
يحتل الكيان طولا وعرضا
أو ربما أكثر..
فهذه الموسيقى الجاز؛ نسبة توافقية
كاثنان وعشرون على السبعة
لا يمكنه تحمل أي انحراف
وإلا ستختفي السعادة فجأة
*
هكذا تلتقي الطفولة
في بيجامة مخططة
علی رأس حي خال
يصافح الشيخوخة
هل يتعرفون على البعض؟
*
اكتب بخط عريض على غلاف
دفتر الرياضيات :
لا تنخدع بعد
بأضواء الصباحات الناعمة،
فلربما تتذكر في نهاية المشوار
ذاك المساء الرمادي الذي
نظرت فيه إلى ابتسامة وجه متجعد
لشمس قد تحولت الى صفراء خافت
ثم عبرت من شوارع ضيقة لليل حالك
مفزوعا نحو محطة فجر قديم
دون النظر الى الوراء
وقد انصدمت!
*
يا لها من أزهار منفتحة
هذا الربيع الكاذب
ليس لك حظ فيها الا مشاهدة عابرة
ولا يزال قطار الزمن يسير
وسيتركك في الوراء مهرولا
ناهيك عن انتظار
بتلة متساقطة
تخطيء الطريق
و تنمو على صدرك!
*
ما هذه شاشة عين المستشعرة؟
تمر عبرها الجمرات الخبيثة
والاشباح المقززة
وسراق الطرق
كلهم معا
يودون الاستلاء علی كرسي هذا القصر المغلق
بعضها مدمرة
والبعض الاخر
كدودة مساخة..
الام نرفع رأسنا و نبصر؟
الى عناصر الحداثة المعكوسة
أم الى أنياب وجوه غير مستكشفة؟