القيادة والأتباع
صلاح الدين الجنابي
أتباعُ القائدِ مستفيدون ومناصرون، المنتفعون وهم المقربون يهمهم من إستمرارِ القيادةِ مصالحَهم ومكاسبَهم، ولكنَّ المساندينَ غالباً ما يكونون ملهمينَ بسلوكٍ أو كاريزما القائدِ وهم الأجدرُ بالاهتمامِ لأنَّ ولائَهم غيرُ مستندٍ إلى منفعةٍ مباشرةٍ، وكلمتُهم هي الحاسمةُ في تجديدِ الثِّقةِ بالقيادةِ. (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ،إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) (الإسراء:34).
أغلبُ من يفقدُ القيادةَ لعدم تجديدِ الثقةِ وذلك لاعتمادهِ بالكاملِ على المقربينَ والمستفيدينَ والذين يضعونَ تحتَ أنظاره وسمعهِ ما يريدونَ إيصاله ويحجبونَ الباقي فتكثرُ أخطاءه وزلاتهُ وصولاً إلى فقدانِ ثقةِ الأتباع ولجوئهم إلى العزلةِ أو البحث عن قائدٍ جديدٍ ولكنَّ القائدَ الذي يعتمدُ المشورةِ والرأي من الأتباع غيرِ المستفيدينَ يكونُ قرارهُ أكثر نضجاً وموضوعيةً وحكمةً لأنه مبنيٌ على معطياتٍ حقيقيةٍ وواقعيةٍ مما يقوي موقفَه وفرصتَه في الاستمرارِ وزيادةِ المؤيدينَ والأتباع.
القيادةُ موقفٌ وحكمةٌ، الأول يمكنُ صناعتُه وفقَ آراءِ المستشارينَ والمقربينَ، لكنَّ الثانيةَ لا يمكنُ تحقيقَها دونَ معرفةِ الحقيقةِ وطبيعةِ مواقفَ واتجاهاتِ وحقوقِ أصحابِ المصلحةِ.