طريق النجاح

ماهر نصرت

أكثر الناجحون في حياتهم هم من الذين يسعون الى ممارسة هواياتهم ورغباتهم بحرية كبيرة خالية من الحواجز والقيود فهولاء سيعملون برغبة كبيرة لبناء حياتهم والارتقاء بها نحو المجد .. 

من المعروف أن الإنسان يميل دوماً الى ممارسة رغباته والهوايات المحببة الى نفسه وكم رأيت طلبة من أولاد الأغنياء كانوا يتمنون ان يكونوا موسيقيين - نحاتين - ممثلين- منتجين - مهندسين - معماريين - إعلاميين - طياريين أو أصحاب مهن فنية متنوعة وخاصة اذا توفرت لهم الإمكانيات النفسية والتأييد الأسري حينها وحسب قولهم سينطلقون نحو أحلامهم ورغباتهم بسعادةٍ وارتياح كما ينطلق قطيع الغزلان وسط رابية خضراء مليئة بالنعيم ... ولكن رغبات الآباء ولجاجتهم تقف حائلاً دون تنفيذ هوايات أبنائهم وخاصة الآباء المتمكنين منهم اي من أصحاب الدخل الكبير وما أكثرهم في هذا الزمن فهم يقحمون أولادهم بشكل جبري في كليات الطب والصيدلة الأهلية أو الكليات التي تحتوي على أقسام البيولوجي وهمهم الأول والأخير هو قبول أولادهم هناك على أمل فتح عيادات ومختبرات طبيه لهم في المستقبل ليضمنوا سعادة أبنائهم وسط مجتمعات مزقتها وحشية الحروب والإرهاب التي تتميز بإصابة نصف سكانها على اقل تقدير بالإمراض المستعصية والعلل الموجعة ..

اعتقد ان الأرباح الخيالية التي جاءت بها تلك المهن الطبية في بلدنا من خلال أجور المعالجة المرتفعة وأسعار الدواء الباهض أمام أنظار الدولة ونقابة الأطباء والصيادلة الغير مهتمتان بذلك جعلت هذا الطموح يحتل عقول الآباء فطفقوا  يتسابقون لإدخال أولادهم في تلك الكليات التجارية وأن كانت أجور الدراسة فيها تقترب من الخيال فهل تعلمون أن تكلفة سنة واحدة في كلية الطب مثلا تتجاوز ( 10 ) عشرة ملايين دينار وهذا مبلغ دراسة فقط يدفعه الطالب الى إدارة الكلية باستثناء ما يلحق به طول السنة من مصاريف سكن وطعام وكتب وباقي المستلزمات الأخرى فقد تتجاوز الستة عشر مليون دينار للسنة الدراسية الواحدة ؟ واذا ضربنا هذا المبلغ في ( 6) سنوات لكونها طبية سنجد أنه قد يتجاوز الــ 85 مليون دينار فتصوروا ؟ يبدو اننا لم نجد في العراق عند سنة (2050 ) سوى ثلاث صنوف  من البشر طبيب وصيدلي ومختبر أو مساعد مختبر ، فياللعجب.