منحتُ  لغزَّةَ  السَّيفَ اليَماني

غزاي درع الطائي

 

منحتُ  لغزَّةَ  السَّيفَ اليَماني

وعُذْتُ النّاسَ بالسَّبعِ المثاني

وأرسلتُ  السَّلامَ  لكلِّ    بيتٍ

وكلُّ  بيوتِها   كانتْ    تُعاني

لساني   كانَ  يلهجُ  بالتَّحايا

وقلبي   كانَ   باقةَ   أُقحوانِ

وأعرفُ   أنَّها   مُرّاً   سَقَتْها

يدُ المحتلِّ  في أقسى امتحانِ

أُلوفٌ   تحتَ  قصفٍ   بربريٍّ

على   مرِّ  الدَّقائقِ   والثَّواني

ونارٌ  في  سَماها  أو  دخانٌ

فكيفَ  تكونُ  غزَّةُ  في  أمانِ

أيا  غضبي  وحِلْمي  عَلِّلاني

وغيرَ الصَّبرِ  لا لا   تسقياني

عماراتٌ    غدتْ    فجراً  تراباً

وكانتْ  تستفيقُ  على  الأذانِ

يَعُزُّ  على  العروبةِ  أنْ تُنادي

ولكنَّ    النِّداءَ   بلا    معاني

فلا   أحدٌ  يقولُ:   أنا   ويأتي

ليَكتبَ   ما   يُخلَّدُ   في الزَّمانِ

وصمتُ العُرْبِ صارَ بدونِ معنى

ورمحُ  العُرْبِ  صارَ  بلا  سِنانِ

فمِنْ مُضَرٍ  إلى  كهلانَ  صمتٌ

وصمتٌ  مِنْ  كِلابَ  إلى  كنانِ

وساقيتانِ   مِنْ   دمعٍ   سخينٍ

على   شهداءِ    غزَّةَ   تجريانِ

ولكنْ  هل سيجني  الدَّمعُ  نصراً

إذا   صعدَ الدُّخانُ  على  الدُّخانِ

وغزَّةُ سوف  تُبنى   مِنْ    جديدٍ

ويبقى  أهلُها     أهلَ    المكانِ

فلا   تهجيرَ  حتّى   لو   تمادَتْ

أكفُّ الشَّرِّ  في   ضربِ   الأمانِ

وأمريكا        وإسرائيلُ     أهلٌ

هما   في    كلِّ    آنٍ   ثَعلبانِ

هما   جَسَدٌ  ورأسٌ  في  الرِّهانِ

ويجتهدانِ  في   كسبِ   الطِّعانِ

ولكنْ  لن   يمرّوا  لن     يمرّوا

فلن   ترضى  العروبةُ   بالهوانِ