توقفوا هنا.. الحسم للثوار
جاسم مراد
كان متوقعاً أن لا تخرج الجامعة العربية اكثر مما خرجت به ، وكان واضحاً باليقين القاطع ، بأن الولايات المتحدة الامريكية تقف دائماً مع المعتدي الغاصب للأرض القاتل للأطفال وتساوي دوماً بين المقتول والقاتل ، وأوروبا التي ما تنفك يوما وهي تتاجر بالديمقراطية وحرية الانسان والاستقلال ، ولكن عندما يصل الأمر للشعوب العربية عموماً وفلسطين على وجه الخصوص ، ففي الأمر وجهة نظر ، فمن حق إسرائيل أن تقتل حتى الأطفال ولا يحق للشعب الفلسطيني أن يثور ويقاتل ويدافع عن حقه ، هذا هو المفهوم الغربي لقضايا الامة العربية ، وهذا هو الموقف الرسمي العربي من الصراع مع الكيان الصهيوني ، وتلك هي السياسة الامريكية على طول الخط مع القضايا العربية .
حرب الطوفان
إذن على وفق كل ذلك لا يسعنا سوى القول لهم توقفوا هنا فالقرار والحسم للثوار في غزة والضفة الغربية ومعركة أو بالأحرى حرب طوفان الأقصى هو المقدمة للثورة الكبرى القادمة ، فما حدث في المستوطنات ومعسكرات الجيش الصهيوني حيث استولى الثوار عليها يؤكد بأن طوفان الأقصى الذي انهى اسطورة _ الجيش الذي لايقهر – وتم اسر المئات من الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين هو المقدمة للثورة الكبرى القادمة .
لقد اتضح لكل السياسات الأوروبية والأمريكية وللعرب ايضاً على اختلاف مواقفهم ، بأن المساومة مع الكيان الصهيوني لا تفيد احداً وان الدعم المطلق لإسرائيل لاينهي الصراع بل يفتح المنطقة على كل الاحتمالات ، وان الحل الوحيد والاوحد الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .إن المواقف المتشنجة لواشنطن وارسال البوارج الحربية لا تخيف احداً وإنما تزيد الشرق الأوسط احتقاناً وتضع أمريكا ومصالحها أمام فوهات بنادق الثوار ، وهذا بالطبع ليس بمصلحة واشنطن وحلفاؤها ، فقد تبين بأن الاعتداءات وعمليات القتل اليومية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين هي بمثابة تراكمات تزيد من إصرار الفلسطينيين على المواجهة ، وقد اتضح ذلك من طوفان الغضب الذي كنس كل المعسكرات المحيطة بغلاف غزة
لقد توضحت المواقف للدول العظمى في المعمورة بين العقول الهادئة المتوازنة في معالجة الازمات الكبرى في العالم وبين المواقف المراهقة الانانية العدوانية المناهضة والشريرة.
استهداف المدنيين
فالموقف الروسي الذي جسده الرئيس فلاديمير بوتين رئيس الاتحاد الروسي والذي تمثل بضرورة وقف استهداف المدنيين في غزة وحل القضية الفلسطينية على أساس القرارات الدولية والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وكذلك الموقف الصيني المماثل يؤكدان حرصهما على السلام العالمي في حين الكل عرف الموقف الأمريكي والاوروبي المناهض لحق الشعوب في الحرية والاستقلال ودعم الالة الحربية الصهيونية وتدمير بيوت سكان غزة فوق رؤوس ساكنيها ، هذان الموقفان يكشفان بان العالم انقسم الى قوتين عالميتين الأولى تريد الحرية والاستقلال للشعوب والثانية تبتغي مواصلة القتل والحروب . وبذلك لم يعد لامريكا الاحترام والحضور في منطقتنا وروسيا تحضى بالاحترام فيها .
إسرائيل لم تعد ذلك الكيان الذي يسعى البعض نحوها بغية الحماية ، فهي قد سقطت فعليا بثورة بركان الأقصى وما على الشعوب العربية والإسلامية ودولها تحديد اتجاهات البوصلة نهائيا نحو فلسطين .
واتخاذ مثل هذا الموقف لما للعرب من ثقل عالمي يقلل خسائر الفلسطينيين ويقرب من تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية ، فهل العرب قادرون فعلا لاتخاذه ..؟