الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فيتامينات‭ ‬وطنية

بواسطة azzaman

فيتامينات‭ ‬وطنية

عباس الحسيني

 

قال‭ ‬شارل‭ ‬ديغول،‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬ابان‭ ‬الكفاح‭ ‬الفرنسي‭ ‬ضد‭ ‬النازية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬ملخص‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬اتهامات‭ ‬هتلر‭ ‬له‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬فرنسا‭ ‬كلها‭. ‬حيث‭ ‬رد‭ ‬ديغول‭ ‬بحكمة‭ ‬غدت‭ ‬سفرا‭ ‬خالدا‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬الوطنية‭ ‬المعاصرة‭ ‬إذ‭ ‬قال‭: ‬لو‭ ‬لم‭ ‬اكن‭ ‬فرنسا‭ ‬كلها‭ ‬لما‭ ‬وقفت‭ ‬امامك‭ . ‬

تسبب‭ ‬الاحالة‭ ‬الى‭ ‬المجهول‭ ‬صراعا‭ ‬طبقيا،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬الا‭ ‬بانتهاء‭ ‬وموت‭ ‬وفناء‭ ‬كل‭ ‬الطبقات‭ ‬المتصارعة‭ ‬،‭ ‬ضمن‭ ‬محيط‭ ‬الاختلاف‭ ‬والابداع،‭ ‬ففي‭ ‬العراق‭ ‬اليوم‭ ‬هناك‭ ‬بحث‭ ‬محموم‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬،‭ ‬الهوية‭ ‬العراقية‭ ‬،‭ ‬جذورها‭ ‬تمثلاتها‭ ‬العربية‭ ‬،‭ ‬سماتها‭ ‬الدينية،‭ ‬والاشد‭ ‬غورا‭ ‬في‭ ‬الصميم‭ ‬عمق‭ ‬وقدرة‭ ‬التاريخ‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬امامه‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬مذهولا‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬اصبح‭ ‬التاريخ‭ ‬العراقي‭ ‬عبئا‭ ‬على‭ ‬الساسة‭ ‬والقادة‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬احالة‭ ‬تعجيزية‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬مختبرا‭ ‬لتجليات‭ ‬الماضي‭ ‬وتحولات‭ ‬اليوم‭ ‬،‭ ‬

فحين‭ ‬تقف‭ ‬مطربة‭ ‬عراقية‭ ‬لا‭ ‬تفقه‭ ‬ولا‭ ‬تتذكر‭ ‬نشيد‭ ‬بلادها‭ ‬فنحن‭ ‬امام‭ ‬انهيار‭ ‬فكري‭ ‬ووطني‭ ‬،‭ ‬وحين‭ ‬يكرم‭ ‬العراقي‭ ‬ضيوفه‭ ‬بمشاعر‭ ‬الاسترضاء‭ ‬والتوسل‭ ‬،‭ ‬يشعرنا‭ ‬الحال‭ ‬بفداحة‭ ‬غياب‭ ‬الهوية‭ ‬وعدم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجانس‭ ‬التحولات‭ ‬الفكرية‭ ‬،‭ ‬وضمن‭ ‬واقع‭ ‬سياسي‭ ‬شاذ‭ ‬وهجين‭ ‬هو‭ ‬محل‭ ‬تذمر‭ ‬وعذابات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الشرائح‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬احس‭ ‬كثيرون‭ ‬بان‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬مشهد‭ ‬المقاول‭ ‬وتحضر‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬المقاتل‭ ‬،‭ ‬فلم‭ ‬يذهب‭ ‬الشهداء‭ ‬الى‭ ‬الموت‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬العراق‭ ‬وهم‭ ‬يجيدون‭ ‬بلاغة‭ ‬الموت‭ ‬والتضحيات‭ ‬؟

لكن‭ ‬فنانة‭ ‬مدللة‭ ‬لا‭ ‬تستحي‭ ‬ان‭ ‬تصف‭ ‬بلدها‭ ‬بالردا‭ ‬غير‭ ‬ابهة‭ ‬بالمعنى‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬باللغة‭ ‬ولا‭ ‬لشعب‭ ‬يفتح‭ ‬انظار‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬مهازل‭ ‬وكوارث‭ ‬وفواجع‭ ‬تحولت‭ ‬الى‭ ‬مسلسل‭ ‬كوني‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬انقضاء‭ ‬من‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬الفيتامينات‭ ‬الوطنية‭ ‬فهي‭ ‬متوفرة‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬الفقراء‭ ‬والكادحين‭ ‬من‭ ‬الفاو‭ ‬حتى‭ ‬زاخو،‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬حبا‭ ‬للعراق‭   ‬فلا‭ ‬يسئ‭ ‬للعراق،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬عبد‭ ‬الرزاق‭ ‬عبد‭ ‬الواحد‭ : ‬هنيئا‭ ‬لمن‭ ‬يحبك‭ ‬يا‭ ‬عراق‭ ‬

ونحن‭ ‬نقول‭ ‬هنيئا‭ ‬لمن‭ ‬يحبك‭ ‬حقا‭ ‬يا‭ ‬عراق.


مشاهدات 807
الكاتب عباس الحسيني
أضيف 2023/10/13 - 10:14 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 7:47 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 303 الشهر 7871 الكلي 9369943
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير