الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحاجة‭ ‬للتحالف‭..‬ فعلية‭ ‬أم‭ ‬وهمية؟

بواسطة azzaman

الحاجة‭ ‬للتحالف‭..‬ فعلية‭ ‬أم‭ ‬وهمية؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

المعطيات‭ ‬المتداولة‭ ‬علناً،‭ ‬تقول‭ ‬انه‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ألفان‭ ‬وخمسمائة‭ ‬جندي‭ ‬امريكي‭ ‬في‭ ‬انخراط‭ ‬مسبق‭ ‬ضمن‭ ‬عمليات‭ ‬قتالية‭ ‬واستشارية‭ ‬ضد‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش،‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬المسؤولون‭ ‬الامريكان،‭ ‬لاسيما‭ ‬العسكريين‭ ‬منهم،‭ ‬انّه‭ ‬لايزال‭ ‬يشكل‭ ‬خطراً‭ ‬محدقاً‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬وجدنا‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬قالت‭ ‬عبر‭ ‬رئيسها‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬نيويورك‭ ‬كلاماً‭ ‬مغايراً‭ ‬يفيد‭ ‬بأنّ‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬قوات‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬الأساس،‭ ‬لأنّ‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬عامل‭ ‬تهديد‭ ‬ضد‭ ‬العراق‭.‬

‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬أي‭ ‬مراقب‭ ‬يعرف‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬خبايا‭ ‬البلد‭ ‬أو‭ ‬انساق‭ ‬تشكيله‭ ‬الوجودي‭ ‬في‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬فإنّ‭ ‬هناك‭ ‬أسلوباً‭ ‬اسمه‭ ‬اللعب‭ ‬بالكلمات‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬عبور‭ ‬الانفاق‭ ‬والجسور‭ ‬والقناطر‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يراد‭ ‬لها‭ ‬ان‭ ‬تردم‭ ‬او‭ ‬تنسف‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يراد‭ ‬لها‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مرئية‭ ‬لكل‭ ‬عين،‭ ‬وهذا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬أولاً‭ ‬وآخراً‭.‬

‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يدور‭ ‬حولها‭ ‬أي‭ ‬نقاش‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬القوات‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬هي‭ ‬انّ‭ ‬الدور‭ ‬الاستشاري‭ ‬الذي‭ ‬يروج‭ ‬له‭ ‬كثيراً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬تابعاً‭ ‬لجهة‭ ‬غير‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬تصميمه‭ ‬وحركته‭ ‬وأوامره‭ ‬وحمايته‭ ‬وتوقيتاته،‭ ‬لذلك‭ ‬فهو‭ ‬لصيق‭ ‬للدور‭ ‬القتالي‭. ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬انّ‭ ‬التنظيم‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬هو‭ ‬تحول‭ ‬سريع‭ ‬لا‭ ‬يصحبه‭ ‬التبرير‭ ‬الكافي،‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬ظرف‭ ‬أسابيع‭ ‬أو‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬اذ‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الكلام‭ ‬الذي‭ ‬تردد‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬البنتاغون‭ ‬حين‭ ‬زاره‭ ‬الوفد‭ ‬العسكري‭ ‬العراقي‭ ‬ماثلاً‭ ‬ويشغل‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬المعلن‭ ‬والمخفي‭ ‬معاً‭. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬امام‭ ‬حقيقة‭ ‬انّ‭ ‬إحلال‭ ‬دور‭ ‬آخر‭ ‬لجهة‭ ‬غير‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬العون‭ ‬عند‭ ‬العوز‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬أي‭ ‬خرق‭ ‬أمني‭ ‬كالذي‭ ‬تعرّض‭ ‬له‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014،‭ ‬يعني‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يحاول‭ ‬اللعب‭ ‬بالمساحات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تقررها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لانتشارها‭ ‬‮«‬الفعلي‭ ‬والنفوذي”‭ ‬الواصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والبحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬الا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العراق‭ ‬ثم‭ ‬سوريا‭.‬‭ ‬وهنا‭ ‬لابدّ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اللاعب‭ ‬العراقي‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المهارة‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬حاجة‭ ‬الاخرين‭ ‬اليه‭ ‬للإفادة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وليس‭ ‬لتصريف‭ ‬ظرف‭ ‬أو‭ ‬عبور‭ ‬مخاض‭ ‬عابر‭.‬

ثمة‭ ‬شيء‭ ‬كبير‭ ‬يمر‭ ‬بين‭ ‬الكلمات‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬وهناك‭ ‬توقعات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬محلها‭ ‬أو‭ ‬خارجه‭.‬

 

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 665
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2023/09/27 - 4:53 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 6:40 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 332 الشهر 7900 الكلي 9369972
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير