الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تزاحم القوة وتزاحم الضعف

بواسطة azzaman

تزاحم القوة وتزاحم الضعف

نزار محمود

 

هناك كلمات تتقارب وتتباعد في المعنى الى هذه الدرجة أو تلك. فكلمات مثل: تنافس، تباري، تسابق، تزاحم، تدافع، تنازع، تصارع، تحارب وما شابه، قد تجد بينها مشتركات في ما تعنيه في أهدافها، لكنها مختلفة في ذات الوقت في معانيها الدقيقة وحدودها وأشكالها، بحيث يكون البعض منها مطلوباً ومرغوباً، في حين يكون البعض الآخر مكروهاً أو مرفوضاً. لكننا، في واقع الحياة، نشهد ونمارس جميع تلك الأشكال من المترادفات.

في هذا المقال أود الحديث عن: التزاحم. فالتزاحم يقع في وسط ما ذكرته من تلك الكلمات المتقاربة تارة في معناها، والمتباعدة تارة أخرى.

وابتداءاً تقوم الأنظمة التربوية والتعليمية على تحفيز التباري والتنافس بين المشاركين من أصدقاء وزملاء وبالتالي التزاحم على الدرجات الأفضل. أليس كذلك؟!

وهذا التزاحم نجده كذلك في مجالات الحياة الأخرى من سياسية واقتصادية وثقافية وفنية، وحتى الدينية!

والآن نود أن نتساءل حول علاقة التزاحم بالأنا عند الإنسان، من ناحية، وعن أهميته لا بل وضرورته في تقدم المجتمعات البشرية من ناحية أخرى. كما أننا سنتطرق الى التزاحم في شكليه الايجابي والسلبي.

لقد قامت وبنت المجتمعات المتقدمة حالياً عناصر قوتها على أسس التزاحم الايجابي حتى عندما كلفها ذلك التغاضي عن هنات هنا وهناك. هذا التزاحم الذي لا ننكر انفلاته بين الفينة والأخرى إلى ما يتجاوز التزاحم الايجابي في معناه واخلاقياته الإنسانية.

ان المبالغة في منع مثل هذا التزاحم بين البشر بدعوى استئصال استغلال الإنسان للإنسان كان أحد الأسباب الكبرى لفشل التجربة الاشتراكية وهي على درب حلمها الشيوعي.

وللأسف نعيش نحن العرب، في الغالب، ما أسميناه بالتزاحم السلبي الذي يودي بؤاد كل تميز أو انجاز يحسب على الفردية عند صاحبه. نتزاحم على تسقيط بعضنا أو تخوينهم. نتزاحم على تسفيه أو تسطيح انجازات بعضنا البعض.

وهكذا قادنا هذا التزاحم إلى الغاء بعضنا للآخر والى عدم البناء وضياع التقدم وبالتالي الى الضعف والتبعية.

 


مشاهدات 557
الكاتب نزار محمود
أضيف 2023/08/09 - 4:42 PM
آخر تحديث 2024/06/26 - 8:10 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 93 الشهر 93 الكلي 9362165
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير