الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مفتاح‭ ‬لباب‭ ‬القلب‭

بواسطة azzaman

مفتاح‭ ‬لباب‭ ‬القلب‭

جواد الحطاب

 

أنا‭ ‬من‭ ‬دونك‭ .. ‬جذع‭ ‬نخلة‭ ‬عائم‭ ‬‭ ‬

‭.‬ممتن‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ..‬

ممتن‭ ‬لأنّك‭ ‬هذّبتني،‭ ‬وحضّرتني،‭ ‬وعلّمتني‭ ‬كيف‭ ‬أحاول‭ ‬ان‭ ‬أكون‭ “‬جنتلمان‭” ..‬

كيف‭ ‬أضع‭ ‬يدي‭ ‬اليسرى‭ ‬على‭ ‬فمي‭ ‬حينما‭ ‬أتثائب،‭ ‬وكيف‭ ‬لا‭ ‬أبصق‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬ولا‭ ‬أركل‭ ‬الأحجار‭ ‬التي‭ ‬فيه،‭ ‬وكيف‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬جيبي‭ ‬منديلا‭ ‬نظيفا‭ ‬دائما‭ ..‬

وكيف‭ ‬أقاطع‭ ‬الشوكة‭ ‬والسكّين‭ ‬على‭ ‬الماعون،‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬أرغب‭ ‬في‭ ‬الأكل‭ …‬

وكيف‭ .. ‬وكيف‭ .. ‬وكيف‭ ‬

لذلك،‭ ‬أنا‭ ‬مدين‭ ‬لك‭ ‬بعدد‭ ‬شعرات‭ ‬قلبي،‭ ‬مدين‭ ‬لك‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬فيّ‭ ‬حتى‭.. ‬حماقاتي‭ ‬المستمرّة‭ ..‬

ألم‭ ‬يقل‭ ‬تشيخوف‭ : (‬إذا‭ ‬ارتكبت‭ ‬حماقة،‭ ‬فعليك‭ ‬السير‭ ‬بها‭ ‬الى‭ ‬النهاية‭) ‬وها‭ ‬أنا‭ ‬ذا‭ ‬قد‭ ‬ارتكبتها‭ ‬هذي‭ ‬الحماقة،‭ ‬وسأسير‭ ‬بها‭ ‬الى‭ ‬نهاية‭ ‬العمر،‭ ‬يا‭ ‬أحلى‭ ‬الحماقات‭ ‬وأروعها‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ..‬

في‭ ‬لحظات‭ ‬الهدنة‭   ‬المؤقتة‭- ‬من‭ ‬هجوم‭ ‬الشوق،‭ ‬أحاول‭ ‬ان‭ ‬أعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬الماضي،‭ ‬أجمع‭ ‬شتات‭ ‬أيامنا،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ (‬وهل‭ ‬افترقنا‭) ‬ولكن‭ ‬لأفهم‭ ‬سرّ‭ ‬هذا‭ ‬الجرح‭ ‬النازف‭ ‬في‭ ‬داخلي،‭ ‬منذ‭ ‬ابتعادك‭ ‬عني‭ ‬لأعوام‭ ‬خلت‭.. ‬والى‭ ‬الآن‭.‬

يقول‭ ‬لي‭ ‬أحدهم‭ : ‬ستنساها‭ ‬كما‭ ‬نسينا،‭ ‬وأحببنا،‭ ‬ونسينا‭ ‬واحببنا‭ .‬

ونسينا‭ ‬؟‭!!‬

أمن‭ ‬المعقول‭ ‬هذا‭ ‬؟‭!!‬

أيكون‭ ‬بامكاني‭- ‬ذات‭ ‬يوم‭- ‬أن‭ ‬ألتقي‭ ‬ياسميني،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يخفق‭ ‬القلب،‭ ‬أو‭ ‬ترتعش‭ ‬العواطف‭ ‬؟‭!!‬

أحيانا،‭ ‬يحدث‭ ‬أن‭ ‬نلتقي‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما،‭ ‬شارع‭ .. ‬مقهى‭ .. ‬كاليري‭ ‬لصديق‭ ‬مشترك،‭ ‬فـ‭”‬يتكهرب‭” ‬الجو،‭ ‬وتتحفّز‭ ‬ذرّات‭ ‬الهواء‭ ‬لنقل‭ ‬أقلّ‭ ‬نأمة‭ ‬بيننا،‭ ‬فثمّة‭ ‬ما‭ ‬يوصلنا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يفصلنا،‭ ‬والحلقة‭ ‬المفقودة‭ ‬نفسها‭ ‬الحلقة‭ ‬المتصلة‭ ‬بألف‭ ‬سلسلة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬وصفها‭ ‬الكلمات،‭ ‬ومثل‭ ‬أبطال‭ ‬فيلم‭ ‬سينمائي‭ “‬زعلانين‭” ‬نتصرف‭ ‬برسمية‭ ‬عالية‭ ..‬

التحية‭ ‬المرفقة‭ ‬ببسمة‭ ‬مجاملة‭ “‬تقول‭ ‬ولا‭ ‬تقول‭” ..‬

والسؤال‭ ‬الطائر‭ ‬عن‭ “‬الأحوال‭” ‬مثل‭ ‬حجر‭ ‬يرمى‭ ‬الى‭ ‬هاوية‭ ‬سحيقة،‭ ‬فيخلق‭ ‬صدى‭ ‬مكتوما‭ ‬

هل‭ ‬نجح‭ ‬الفراق‭ ‬حقا‭ ‬معنا‭ ‬؟‭!!‬

والشماتة‭ ‬الضاحكة‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬العاذلين‭ ‬؟

أهي‭ ‬من‭ ‬روّض‭ ‬حبنا،‭ ‬المهر‭ ‬الصاهل‭ ‬في‭ ‬الشموس‭ ‬والبراري‭ ..‬؟

ولكن‭ ‬لا‭ .. ‬

أيها‭ ‬الفراق‭: ‬سنعود‭ ‬يوما‭.. ‬وسنحاسبك‭ ‬على‭ ‬كلّ‭ ‬دمعة‭ ‬ذرفناها‭ ‬في‭ ‬ليالي‭ ‬البعد‭ .‬

‭(‬2‭)‬

لأعترف،‭ ‬إنني‭ ‬لم‭ ‬أحبك‭ ‬كما‭ ‬ينبغي،‭ ‬وأن‭ “‬سيّئاتي‭” ‬أكثر‭ ‬من‭ “‬محاسني‭” ‬معك،‭ ‬وانك‭ ‬الخاسرة‭ ‬الوحيدة‭ ‬بعلاقة‭ ‬صارت‭ ‬مضرب‭ ‬الأمثال‭ .‬

وليس‭ ‬الذنب‭ ‬ذنبي‭ .. ‬أبدا‭ !!‬

تصوّري،‭ ‬إن‭ ‬فقيرا‭ ‬ما،‭ ‬مشرّدا‭ ‬ما،‭ ‬لا‭ ‬مأوى‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬نقود‭ ‬لديه،‭ ‬ويجد‭ ‬نفسه‭ ‬–‭ ‬فجأة‭ ‬–‭ ‬وقد‭ ‬امتلك‭ “‬مليون‭” ‬دولار‭ ‬؟‭!!‬

‭.. ‬إذا‭ ‬تصرّف‭ ‬بعقل‭ .. ‬اذا‭ ‬ظلّ‭ ‬متوازنا‭ .. ‬فهو‭ ‬مجنون‭ ‬حقيقيّ‭ ‬وبامتياز،‭ ‬أمّا‭ ‬إذا‭ ‬جنّ‭ ‬فهو‭ ‬عين‭ ‬العقل،‭ ‬وأنا‭ – ‬يا‭ ‬وليّة‭ ‬قلبي‭- ‬كنت‭ ‬عين‭ ‬العقل،‭ ‬وروح‭ ‬العقل،‭ ‬وعقل‭ ‬العقل‭ .‬

‭.. ‬أنا‭ ‬المتسكّع‭ ‬فوق‭ ‬أرصفة‭ ‬العشق‭ ‬السريع،‭ ‬والشانق‭ ‬لرجولتي‭ ‬–‭ ‬يوميّا‭ ‬–‭ ‬بحبال‭ ‬امرأة‭ ‬لا‭ ‬أعرفها،‭ ‬أنا‭ ‬المتطلّع‭ ‬الى‭ ‬شفاه‭ ‬نساء‭ ‬لعلّ‭ ‬واحدة‭ ‬ترمي‭ ‬اليّ‭ ‬بقبلة‭ ‬فائضة‭ ‬عن‭ ‬حاجة‭ ‬عشقها‭ ..‬

أنا‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬من‭ ‬تسأل‭ ‬عنه‭ : ‬أين‭ ‬باتَ،‭ ‬وماذا‭ ‬شرب،‭ ‬وهل‭ ‬أكلَ‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬؟‭!!‬

فجأة‭ ‬يسقط‭ ‬بين‭ ‬يديّ‭ ‬مصباح‭ ‬علاء‭ ‬الدين،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ (‬جنيّ‭) ‬الحكاية‭ ‬القديمة،‭ ‬وسحائب‭ ‬دخانه‭ ‬السوداء،‭ ‬أبصر‭ ‬غيمة‭ ‬بنفسجية،‭ ‬شفيفة،‭ ‬تخرج‭ ‬منها‭ ‬أميرة‭ ‬عذبة‭ ‬تقول‭ ‬لي‭ : (‬طلباتك‭ ‬يا‭ ‬مولاي‭) ..‬

فأضيع‭.. ‬أغيب‭ ‬عن‭ ‬الوعي،‭ ‬وبما‭ ‬يشبه‭ ‬الحلم‭ ‬تمسك‭ ‬بيدي،‭ ‬وتدخلني‭ ‬حمامها‭ ‬المسحور‭..‬

وبما‭ ‬يشبه‭ ‬الحلم،‭ ‬تلبسني‭ ‬ملابس‭ ‬جديدة‭.. ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬الحلم‭ ‬أبصر‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬المرآة‭ : ‬نظيفا‭ .. ‬أنيقا‭ .. ‬حليقا،‭ ‬معطّرا،‭ ‬وبإمكان‭ ‬وجهي‭ ‬ان‭ ‬يخرج‭ ‬بي‭ ‬للناس‭ ‬بلا‭ ‬قلق‭ ‬او‭ ‬ريبة‭ .‬

وبين‭ ‬الحلم‭ ‬والحقيقة،‭ ‬تقول‭ ‬لي‭ ‬الأميرة‭ (‬سأترك‭ ‬عالمي‭ ‬واكون‭ ‬جوارك‭) ‬فيرتفع‭ ‬الحلم،‭ ‬وتظل‭ ‬الحقيقة‭ ‬–وحدها‭ – ‬فعلا‭ ‬جواري،‭ ‬وأراكِ‭ .. ‬انتِ‭ ‬–‭ ‬بعينها‭ ‬–‭ ‬فتاة‭ ‬الغيمة‭ ‬البنفسجية‭ ‬المسحورة،‭ ‬لم‭ ‬يتغيّر‭ ‬فيك‭ ‬شيء،‭ ‬السحر‭ ‬نفسه،‭ ‬والعذوبة‭.. ‬والترافة‭ ‬والجمال‭ ‬نفسهنّ،‭ ‬سوى‭ ‬إنّك‭ ‬الآن‭ ‬أبهى،‭ ‬لأنك‭ ‬–‭ ‬الآن‭ ‬–‭ ‬حبيبتي‭ .‬

أجثو‭ ‬على‭ ‬ركبتيّ‭ ‬وأرفع‭ ‬بصري‭ ‬الى‭ ‬السماء‭ ( ‬ياربّ‭ ‬العالمين‭.. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬فعلت‭ ‬في‭ ‬دنياي،‭ ‬حتى‭ ‬تعاقبني‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬السعادة‭ ‬؟‭!!) .‬

أيعقل‭ ‬هذا‭ : ‬انت‭ ‬حبيبة‭ ‬أناي‭ .. ‬ويمكن‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أبوس‭ ‬عينيك‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬باليوم،‭ ‬وأشمّ‭ ‬عطرك‭ ‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬وألتقط‭ ‬العسل‭ ‬من‭ ‬شفتيك‭ (‬1440‭) ‬مرة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ !!‬

‭.. ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬تريدينني‭ ‬ان‭ ‬اكون‭ ‬سويّا‭ ‬؟‭!!‬

‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬يلومني‭ ‬إن‭ ‬ارتكبت‭ ‬الف‭ ‬حماقة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ..‬؟

‭.. ‬هل‭ ‬من‭ (‬حاصب‭ ‬ضمير‭) ‬لا‭ ‬يعطيني‭ ‬الحقّ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أرتبك‭ .. ‬وفي‭ ‬ان‭ ‬أضيع‭ ‬؟‭!!‬

‭.. ‬هل‭ ‬من‭ ‬إنسان‭ ‬لديه‭ ‬إنصاف،‭ ‬ولا‭ ‬يقول‭ : ‬اعذروه،‭ ‬فأين‭ (‬كان‭) ‬وكيف‭ (‬أصبح‭) ‬؟‭!!‬

‭ ‬وانت‭ .. ‬أنت‭ ‬نفسك‭ ‬التي‭ ‬تعرفين‭ ‬تفاصيلي،‭ ‬وحماقاتي،‭ ‬ووحشيتي،‭ ‬وبعدي‭ ‬عن‭ (‬التمدّن‭) ‬و‭(‬التحضّر‭) ‬كيف‭ ‬أعطاك‭ ‬قلبك،‭ ‬وقبل‭ ‬ان‭ ‬أرتوي‭ ‬من‭ ‬بئرك‭ ‬الزلال،‭ ‬تقطعين‭ ‬الحبل‭ ‬بي،‭ ‬وتتركيني‭ ‬،‭ ‬وحيدا‭ ‬في‭ ‬فيافي‭ ‬الهجر،‭ ‬فقد‭ ‬اقفرت‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬القوافل،‭ ‬والقى‭ “‬الأنتربول‭” ‬القبض‭ ‬على‭ ‬السيّارة،‭ ‬وطورد‭ “‬أخوة‭ ‬يوسف‭” ‬بتهم‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬إمرأة‭ ‬العزيز‭ ‬تلك‭ ‬المراهقة‭ ‬التي‭ ‬نعرفها‭ ..‬

‭.. ‬ولا‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬سيمرّ‭ ‬على‭ ‬البئر‭ ‬التي‭ ‬ألقاني‭ ‬بغيابة‭ ‬جبّها‭ : ‬الفراق‭ !!‬

وأنت‭ ‬؟‭ ‬أين‭ ‬انت‭ ‬الآن‭ ..‬؟

‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬هاجسي‭ : ‬لو‭ ‬ملكت‭ ‬مصباح‭ ‬علاء‭ ‬الدين‭ ‬ثانية،‭ ‬هل‭ ‬ستعيد‭ ‬الأيام‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬لقائها‭ ‬؟‭!‬

أقول‭ ‬نعم،‭ ‬وأقطع‭ ‬الجملة‭ .. ‬فانا‭ ‬أعرف‭ ‬نفسي‭ ‬كاذبا،‭ ‬

وأستدرك‭ .. ‬والله‭ ‬لو‭ ‬اعطي‭ ‬لي‭ ‬المصباح‭ ‬السحري‭ ‬الف‭ ‬مرّة،‭ ‬لأعدته‭ ‬ملايين‭ ‬المرّات‭ ‬اليها،‭ ‬فحتى‭ ‬هجرها‭ ‬أحدى‭ ‬هبات‭ ‬جنائن‭ ‬الله‭ !!‬

‭.. ‬تقول‭ ‬لي‭ ‬صورتك‭ ‬التي‭ ‬علّقتها‭ ‬على‭ ‬أجمل‭ ‬نجمة‭ ‬في‭ ‬الكون‭ : ‬والى‭ ‬متى‭ ‬؟‭!!‬

وأجيبها‭ : ‬لا‭ ‬أدري‭ .‬

‭ ‬حاولت‭ ‬ان‭ ‬احتمي‭ ‬منك‭ ‬بالنساء،‭ ‬وفشلت‭.‬

كلّ‭ ‬عام‭ ‬أقرّر‭ ‬–‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬عام‭- ‬أن‭ ‬أحبّ‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وحين‭ ‬ينتهي‭ ‬العام،‭ ‬حين‭ ‬تغرب‭ ‬شمس‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬فيه،‭ ‬أقول‭  ‬سأنساك‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يعلن‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬مجيئه‭ ‬بالعتمات‭ ‬المتناثرة،‭ ‬اجدني‭ ‬عند‭ ‬باب‭ ‬ذكرياتك‭ ‬ثانية‭ ..‬

بالملابس‭ ‬التي‭ ‬اشتريناها‭ ‬معا،‭ ‬بالقميص‭ ‬الذي‭ ‬تحبّين‭ ‬لونه،‭ ‬وبالعطر‭ ‬الذي‭ ‬يذكرك‭ ‬ببدايات‭ ‬محبّتنا‭ .‬

لا‭ ‬تستغربي‭ ‬–‭ ‬يا‭ ‬سيدة‭ ‬النساء‭- ‬إن‭ ‬رأيتني‭ ‬في‭ ‬الايام‭ ‬القادمات،‭ ‬مهلهل‭ ‬الثياب،‭ ‬أشعث‭ ‬الشعر،‭ ‬مرتديا‭ ‬قبوطا‭ ‬شتائيا‭ ‬عتيقا،‭ ‬وحذاءً‭ ‬باليا‭ ..‬

‭ ‬أعرف‭ .. ‬ستمرّ‭ ‬بي‭ ‬صديقاتك،‭ ‬وسيتضاحكنّ‭ ‬على‭ (‬المجنون‭) ‬الذي‭ ‬صار‭ “‬حارسا‭ ‬شخصيا‭” ‬لخيالك،‭ ‬الا‭ ‬أنت‭ .. ‬تمرّين‭ ‬أميرة،‭ ‬تضجّين‭ ‬أنوثة‭ ‬وجمالا،‭ ‬وفي‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬عيونهنّ‭ ‬تقتربين‭ ( ‬ليش‭ ‬تسوي‭ ‬بنفسك‭ ‬هيج‭ ‬يا‭ ‬عيني‭ .. ‬منو‭ ‬يستاهل‭) ..‬

يومها،‭ ‬ستقف‭ ‬الحياة‭ ‬للحظة،‭ ‬ثم‭ ‬سيعبّر‭ ‬البركان‭ – ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬نائما‭ ‬طيلة‭ ‬سنوات‭ ‬هجرك‭ – ‬عن‭ ‬نفسه‭ .. ‬

هل‭ ‬تذكرين‭ ‬فيلم‭ (‬زوربا‭) ‬؟‭!!‬

انطوني‭ ‬كوين‭ ‬وهو‭ ‬يرقص‭ ‬عارياعلى‭ ‬الشاطئ؟

سأفعل‭ ‬مثله،‭ ‬سأنزع‭ ‬القبوط‭.. ‬وأضع‭ ‬فوقه‭ ‬قميصي،‭ ‬وفانيلتي،‭ ‬وحيائي‭ .. ‬وبكل‭ (‬خبال‭) ‬سنوات‭ ‬فراقنا‭ ‬سأرقص‭ ‬،‭ ‬صيحات‭ ‬هندي‭ ‬أحمر،‭ ‬وقفزات‭ ‬صوفيّ‭ ‬تاق‭ ‬لـ‭”‬النيرفانا‭”‬،‭ ‬وفرح‭ ‬غجري،‭ ‬وهستيريا‭ ‬نمر‭ ‬مجروح،‭ ‬وشهيق‭ ‬رجل‭ ‬يغرق‭ ..‬

أقسم‭ ‬لك‭ ‬مثل‭ ‬بدويّ‭ ‬يكذب‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬بأنني‭ ‬–‭ ‬يا‭ ‬ولية‭ ‬قلبي‭- ‬أعقل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مجانين‭ ‬الكون‭ .. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬أفعله‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬حبك‭ “‬جذرا‭”‬،‭ ‬والنسيان‭ ‬ليس‭ “‬أرضا‭” ‬كي‭ ‬أنبت‭ ‬فيها‭ ‬؟‭!!‬

النسيان‭ ‬موجة،‭ ‬وأنا‭ ‬من‭ ‬دونك‭ : ‬جذع‭ ‬نخلة‭ ‬عائم‭ .‬


مشاهدات 583
أضيف 2023/04/26 - 4:12 PM
آخر تحديث 2024/07/02 - 2:58 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 161 الشهر 588 الكلي 9362660
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير