الشاشة الالكترونية التي تسجل ثمّ تستعيد تفاصيل المباريات في بطولة كأس العالم، هي ملجأ الحكّام الذين يلتبس عليهم الامر قبل اتخاذ القرارات المناسبة، ولولا تلك الشاشة لكانت الأهواء تلعب دورها في منح ضربة جزاء هنا أو تحديد التسلل هناك. التكنولوجيا حاسمة في المساعدة للوصول الى قرار صائب، لأنها اللغة التي ترافق التقدم في جميع مجالات الحياة.
في العمل الحكومي نحتاج الى التكنولوجيا في متابعة تفاصيل عمل كل وزارة، وهذا أمر لا يمكن أن يتم عبر كلام يتقاذفه المسؤولون بالكيلوات والامتار المكعبة من دون أي ضابط وتحت تأثير الاهواء السياسية والخاصة.
لابدّ أن تكون اللغة التكنولوجية هي السائدة في الاعمال والإدارات كافة، فهي لغة العصر ومن خلالها يمكن لنا ضبط إيقاع العمل ورفع الإنتاجية ومراقبة الأعطال والخلل.
لابد أن يرافق ذلك، سياقات عمل الكترونية يتلقى من خلالها المواطنون الخدمات وعبر رموز واختزالات وأرقام وطنية ثابتة لا تقبل التكرار والتزوير ابداً. وهذا لا يولد من فراغ، وانّما يحتاج الى حملات تثقيف على العمل الخدمي الالكتروني تبدأ من المدارس و يواكبها الاعلام الحكومي باستمرار. لكن المعوقات كثيرة، في مقدمتها ارتفاع نسبة الامية في البلاد بعد سنوات طويلة من التسرب من المدارس وهبوط مستوى المناهج ، فضلاً عن التفاوت الاجتماعي الشاسع مما يجعل التعامل مع الالكترونيات متاحاً للنُخب فحسب، الى جانب انّ الطبقة السياسية غير معنية بتحديث المجتمع، والوزراء يأتون غالباً من واقع مترد أصلاً وعبر دهاليز سياسية ليس لهم أي أحقية في الصعود الوظيفي المتسلسل، لذلك تبدو الإدارات اليوم مهلهلة وكأنها تنتمي الى عصر ما قبل الكومبيوتر.
التحديث هو نتاج طبيعي لقرار سياسي ووعي مجتمعي وتوظيف صحيح للموارد وخطة سنوية مراقبة لنسبة الإنجاز فضلاً عن خطة تصميمية وأخرى تنفيذية والمقارنة المستمرة واليومية بينهما من أجل بلوغ أفضل النتائج.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية