الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غرائب السينما بين الإبداع والتعبير في كتاب ميريل ستريب

بواسطة azzaman

غرائب السينما بين الإبداع والتعبير في كتاب ميريل ستريب

 

محمود خيون

 

أكد الكثير من الباحثين والمختصين في شؤون الفن السينمائي بمجموعة أراء مستفيضة أن ( دراسة السينما هي الانخراط في بعض أعظم القصص في العالم، فالافلام تنقلنا إلى أزمنة وأماكن أخرى وتجعلنا نستكشف أقاصي أنحاء الطبيعة البشرية، ما الذي تخبرنا به الأفلام عن الآخرين وعن انفسنا كأمم وكأعضاء في مجتمعات و كأفراد؟وكيف تعكس هذه الأفلام هويتنا الثقافية وموقعنا وحالتنا في الحياة ومكاننا في عالم متغير...لقد خط خبراء وباحثو السينما مسارات عديدة في مجال دراسة السينما العالمية، بدراسة الأفلام كمشروع تجاري وكعمل فني وكمؤسسة إجتماعية، وتتبع السياسات الكامنة وراء الإنتاج وتأريخ رد فعل الجمهور واخضاعه الأفلام الفردية لتحليل دقيق والنظر إلى الأفلام بنحو أوسع كصناع للخرافة في عصرنا). وفي كتاب الباحث الكبير باسم عبد الحميد حمودي( ميريل ستريب) وشخصيات سينمائية من كل مكان..(يقدم لنا نجمة عالمية مهمة أجمع على حبها المشاهدون والنقاد، بل إن الكثيرين يعتبرونها أفضل ممثلة في تأريخ هوليود، تنقلت بخفة وسلاسة على مدى خمسين عاما من التمثيل بين أدوار الفتاة الجميلة والمرأة القوية والعجوز غريبة الأطوار..هي الممثلة المفضلة للاكاديمية بالطبع، إذ تحتل صدارة ترشيحات الأوسكار بخمسة وعشرين ترشيحا فضلا عن فوزها بالجائزة الأهم في عالم السينما ثلاث مرات...انها الممثلة الأمريكية( ميريل ستريب ) هذه الظاهرة التي نراها من خلال مجموعة من أهم أفلامها التي استطاعت من خلالها أن تغير جلدها وتتنقل بين الدراما والكوميديا وتجسيد السير الذاتية لتقدم لنا تحفا سينمائية مازالت تصنف ضمن أهم الأفلام في العالم ).وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الممثلات في العالمين العربي والغربي ممن اثبتن حضورهن من خلال الشاشة البيضاء أو المسرحيات وغيرها...إلا أن الباحث باسم حمودي ركز في كتابه على أهم الشخصيات السينمائية الغربية ونال تركيزه الحيز الكبير للممثلة ستريب  وغيرها من الممثلين الأجانب.

علاقة راسخة

وهذا ما اكده الناقد السينمائي نصير حيدر لازم من الجزء الأكبر من هذا الكتاب، خصص للعلاقة الراسخة والقديمة بين السينما والأدب والتأثير المتبادل بينهما ،رغم تميز السينما بخصائص نوعية كلغة تعبير جعلها متفردة، والذي اسبغ عليها صفة أو خاصية (فن شامل) يضم بعض المفاصل من الفنون الأخرى ومنها الأدب واشتغالها بطريقة سينمائية خاصة تغادر جذرها الأصلي، مع الاحتفاظ بما يمكن أن نسميه نكهة الأصل. فالسينما لا تنتمي بشكل كامل إلى الفنون التشكيلية أو المسرح أو الدراما أو الموسيقى أو اللغة أو السرديات وغيرها ...

من جانبه يرى الباحث باسم حمودي بأن النجمة ميريل كانت محط أنظار وإعجاب رؤساء الدول الكبرى ومنهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي كان يتحدث بفخر عن قدرة ستريب على اتقان الحوار باللهجات الامريكية المتعددة ،تلك التي ينطقها القادمون من دول شتى، وكانت ستريب ،كما قالت مرارا أنها تجسد أدوار الشخصيات التي يوكل اليها تقديمهم على الشاشة، لذا فهي تدرس الشخصية وسلوكها وتأريخها النفسي والثقافي مهما كان لتتحرك على وفق ذائقتها الفنية وفهمها للدور وبمساعدة مخرج الفيلم الذي تواجهة خلال تصوير الشريط، مشيرا إلى أن كتاب الصحفي المتخصص بسير حياة النجوم مايكل شولمان الصادر حديثا عن حياة المتألقة ميريل ستريب يكشف الكثير عن دراماتيكية حياتها عن جديتها الرصينة في تنفيذ صورة الشخصية آلتي تجسدها في كل فيلم وذلك سر نجاحها الدائم.

وتضمن الكتاب فصولا عن الحالة المحبرة لبنجامين بوتون وأفلام أوسكار وايلد وعن رواية فضل الليل على النهار والعلم وعن روائي التجريب صبري موسى وكاتب السيناريو المتمكن.. وأن أعمال صبري موسى الأساسية( حادث نصف مترو فساد الأمكنة والسيد في حقل السبانخ) هي مواد روائية باختلاف زوايا المعالجة الدرامية ومناخ المادة السردية ومسرحها، بل كانت أيضا رحلات رائعة الشد في فعل السيناريو المحبوكة مشاهده وهي طريقة احسن صبري موسى استخدامها دوما ..وقال الباحث باسم حمودي أن صيغة الشد الدرامي وتحويل جسد النص من مناخ درامي إلى آخر هي الصيغة التي برع فيها الروائي الراحل، وقد ترك خلفه مشروع رواية (ذاكرة الشهوات) موضحا إلى أن صبري موسى أهتم قبل ذلك بالقصة القصيرة وأصدر أولى مجموعاته القصصية بعنوان (القميص) عام 1958 ثم (لا أحد يعلم) عام 1963 ثم (مشروع قتل جاره) عام 1965 بدافع التجريب الذي اخترق الموجة في العالم العربي ايامها.. ومما تقدم أقول أن كتاب (ميريل ستريب) يعد بحثا شيقا عن حياة النجوم وعمالقة الأدب وصناع كتابة السيناريت في العالم العربي والغربي وهو يتحدث عن عبقرية وقدرة أولئك العمالقة في الفن والأدب كل على حده وكل ومسيرته الصاخبة في عالم السينما وما اورثته من أعمال خالدة ظلت على مر السنين تنام في ذاكرة المشاهد والباحث والدارس وظلت صور أبطالها خالدة إلى يومنا هذا وما امتدت الأعوام.


مشاهدات 839
أضيف 2022/11/29 - 3:58 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 4:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 347 الشهر 11471 الكلي 9362008
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير