الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السوداني ومتلازمة ابن ماجد

بواسطة azzaman

السوداني ومتلازمة ابن ماجد

عادل سعد

 

حتى الساعة ، ليس هناك بيان استفتائي  عاجل تناول مسيرة  حكومة السيد محمد شياع السوداني ، ولكن هناك مؤشرات تعاطف من الرأي العام العراقي معها للخطوات التي اتخذتها ، والاسبق ، مؤشرات تتعلق بشخصية السوداني نفسه ، عن نزاهة الرجل ، وترفعه عن الاستقطاب النفعي ، وغضبه المؤدب  ، ومواظبة الحالية على التصدي لملفات اقل ما يقال عنها  ، انها تحمل خلاصات لكوارث  حلّت بالعراق على مستويات عدة  .

لقد ضربت هذه الكوارث مكونات قدرة الدولة العراقية ، وشلّت الى حد بعيد مفاصل حيوية في الجوانب الاخلاقية والمعرفية العامة ، والخدمات ، والاقتصاد ،  وصنعت مهارات للاستحواذ غير المشروع  ،  وأخلّت بأمن البلاد والعباد  ، وشطبت الى حدٍ بعيدٍ على فرصة البناء  المدني الشفاف  ذي  الروح التنموية المستدامة العادلة .

بخلاصة تحليلية مضافة ، وفي ضوء تلك المؤشرات  ، هناك ضاغط ذاتي تخطيطي اجرائي على السوداني لتوظيف الامل مجدداً في مفاصل الدولة العراقية .

الحال انها فرصة والا سيبقى العراق دولة حافة بين الحياة وإرهاب السقوط في القعر  ، ولكم ان تتصوروا البعد النفسي الملتهب في حالة من هذا النوع ، أن تبقى الدولة بين الحياة والموت وتحت وطأة احتمالات التهديد المزمن  بالنهاية .

وفق قراءتي ايضاً  ، لدي مخاوف جدية ان تتسابق الفرص على منصة الحكومة وتخضع البلاد الى مغالبة بين الملفات وتضيع الاسبقية المركزية المتمثلة في التصدي للفساد الذي هو بيت الداء ، قد يحصل ذلك لحساب سياسات ارضائية تنعش ، لكنه الانعاش التسكيني الوقتي ثم تستعيد الكوارث عافيتها المعروفة السائدة .

مفاصل الحكومة

من مخاوفي أيضاً  ،ان تتسلل الى مفاصل الحكومة  ، بل وحتى الى مكتب السوداني نفسه عناصر متمرسة بالفساد من حاشيات الحكومات السابقة بعد ان تكون قد اعادت تسويق نفسها  .

 إن من  أخطر معطلات عمل السوداني  تسلل عناصر للفساد ليست مدرجة ضمن القائمة ( المشهورة ) حاليا وتستمكن كخلايا سرطانية لتعيد تشكيل مشهد الفساد بأسبقيات جديدة  ، وعندها يسقط السوداني في المحظور مع ملاحظة جوهرية ان هناك من لا يريد لرئيس الوزراء ان ينجح في مهمته الانقاذية حتى من  بين مؤيدين لمجيئه على رأس الحكومة ، لذلك على السوداني ان لا يتقاعس عن الفحص على مدار الساعة اقتداءً بالبحار ابن ماجد التي تقول الرواية المدونة عنه ، انه كان يفحص موجوداته على مدار الساعة لألتقاط ضعف وأخطاء حاشيته المبحرة معه  قبل استفحال الإهمال ، وان المستكشفين الأوروبيين  تعلموا هذا المنهج منه .

كان ابن ماجد مصاب بما يعرف بمتلازمة القلق  ان تكون تلك الحاشية  في موقع الغيرة منه  ، أو الاستكانة لهدوء البحر ولهذا كان يبقيهم ضمن  منصة الاختبار المتواصل على مدار الساعة  وهكذا تمّ  له احتواء الطوارئ .

الأمر  يتطلب من السوداني ان يصاب بمتلازمة ابن ماجد ، فهذا (القلق) المشروع ضرورة لوجستية من شأنها ان تضع السوداني على طريق الفطنة المتقدة التي تتطلبها الامور خصوصا وان المطبات العراقية الحالية  متسعة  ، واصحابها يعتمدون المحاينة  ،والمخاتلة ، والاحتيال ، والاستهمال  ،واستسهال  التوسع الافقي على حساب قيم النوعية  ، والاستخفاف بالقوانين النافذة،  لقد قلت في استنتاج تحليلي سابق لي  ، ان الشياطين يستيقظون مبكراً  ، وأرى ان على السوداني ان يظل في صميم اليقظة قبلهم  ، والله في عونه.

 

 

 

 


مشاهدات 998
أضيف 2022/11/22 - 4:18 PM
آخر تحديث 2024/11/23 - 4:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 310 الشهر 9781 الكلي 10052925
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير